وفق الخبراء، فإن حرب غزة تعد ضمن سلسلة أحداث شملت بعضها سوريا وبيروت وكذلك إشعال الأزمة الأوكرانية وذلك بهدف استبدال خط الحرير بخط الهند مع أوروبا، وكذلك مد خطوط غاز من الخليج وبحر غزة إلى أوروبا.
يقول خبيران، إن واشنطن قادت أوروبا إلى السيناريو الحالي للابقاء على ضعفها وعدم وجود علاقات قوية مع روسيا، لضمان استمرار الهيمنة الأمريكية
سلسلة أحداث
يقول المحلل الاستراتيجي محمد سعيد الرز، إن مسلسل الأحداث خلال السنوات الثلاثة الماضية يؤكد العديد من النقاط الهامة:
يوضح أن سلسلة الأحداث المرتبطة بمخطط واشنطن، تشمل تدمير مرفأ بيروت شرق البحر الأبيض المتوسط عام 2020 ومنع الدولة اللبنانية من الحصول على أي صور من الأقمار الصناعية الفرنسية والبريطانية، وإعاقة كل التحقيقات الخاصة بعملية التفجير الكارثية، ومن ثم تعطيل ميناء اللاذقية السوري بواسطة البوارج والطائرات الحربية الإسرائيلية وتفجير خط نورد ستريم الذي أكدت التحقيقات الخاصة به أن عملية التفجير هذه من صنع دول كبرى، واتجهت أصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
هدف واحد
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن جميع الأحداث تمحورت حول هدف واحد وهو إعاقة مشروع الحزام والطريق، الذي اعتمدته الصين وشارك معها كل من روسيا ودول مجموعتي البريكس وشانغهاي وأيدته عدة دول عربية من أبرزها مصر والمملكة العربية السعودية.
يتابع أن مشروع الحزام والطريق، يؤمن قدرا كبيرا من عوامل الازدهار والتنمية للدول التي سيمر بها وخاصة قناة السويس ودول الخليج العربي والأردن، مع ما ستنسجه هذه العوامل من تشديد وتثبيت عرى الصداقة والتعاون بين كل أطراف هذه المجموعة، وهو الأمر الذي يتناقض اقتصاديا وسياديا مع مشروع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ذي الطبيعة الاستعمارية.
تحذيرات كيسنجر
وتابع" سبق لهنري كيسنجر، أن حذر من حصول هذا التوافق التنموي الإنمائي الاقتصادي بين الصين ودول شرق العالم والدول العربية، وقال إن التحكم بقلب العالم سوف ينهي الإمبراطورية الأمريكية".
و أشار إلى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة اعتمد خط الهند الذي يمر بالجزيرة العربية فالأردن وينتهي في كيملئي حيفا ويافا شرق البحر المتوسط، ثم ينطلق من هناك نحو أوروبا.
طريق الهند
ويرى أن مشروع طريق الهند يلغي دور قناة السويس، لأنه سيستكمل بشق قناة بن غوريون على البحر الأحمر، وصولا إلى البحر المتوسط وفي هذا المجال عدلت الولايات المتحدة وحلف الأطلسي طريق قناة بن غوريون، لجعلها تمر في غزة وصولا إلى البحر المتوسط، وهذا يعني إبعاد الأردن عن المشروع وتقصير المسافة مئات الكيلومترات واستثمار آبار الغاز والنفط المكتشفة في بحر غزة.
يتابع الرز "على عكس مشروع الحزام والطريق" فإن استثمار الغرب لطريق الهند سيرتب وجود سطوة أمريكية وأطلسية على دول المنطقة، ومحاولة التدخل بشؤونها وبانظمتها وبقراراتها الوطنية أي إعادة بعث الهيمنة الاستعمارية على مختلف المكونات الوطنية في الشرق الأوسط".
في الإطار، يقول الدكتور عماد عكوش، الخبير الاقتصادي اللبناني، إن ما جرى ويجري منذ عام 2003 مع دخول الولايات المتحدة إلى العراق كان الهدف الأساسي فيها أمرين.
مصادر الطاقة
يتابع الأمر الأول السيطرة على مصادر الطاقة، والأمر الثاني هو السيطرة على الممرات، وكان موضوع دفع النظام الأوكراني للتصرف بعنصرية مع الروس المقيمين في بعض المقاطعات هو ابتزاز للدولة الروسية ودفعها باتجاه تأمين الحماية لهم لتتخذها الولايات المتحدة حجة لفرض عقوبات عليها، وتفجير أنابيب الغاز التي تصل إلى أوروبا وتخريبها ومنع أوروبا من تشبيك علاقاتها الاقتصادية مع روسيا ضمن علاقة استراتيجية.
العلاقات بين أوروبا وروسيا
يوضح أن تقوية العلاقات بين أوروبا وروسيا لا يناسب الولايات المتحدة الأمريكية "لا سياسيا ولا أقتصاديا"، خاصة أنها المستفيد من هذه العقوبات بتقديم البديل وهو الغاز المسال وبأسعار مرتفعة دفع الاتحاد الأوروبي ودوله للمعاناة من نسب تضخم مرتفعة.
يتابع "كما أن حركة الصين ومشروعها (طريق الحرير) الذي يربطها مع أوروبا من خلال العديد من الممرات لم يعجب الولايات المتحدة فتصدت له من خلال مشروع (الطريق الهندي )، والذي لن يكتمل إلا من خلال تطبيع علاقات دول الخليج مع الكيان الإسرائيلي وإقامة (قناة بن غوريون)، لذلك رأينا الضغط على مصر للتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير لتحويل الممر المائي إلى ممر دولي بعد أن كان ممرا خاصا بمصر.
يتابع الخبير اللبناني ( كما رأينا الهجوم على غزة لطرد وتهجير الفلسطينيين من القطاع كون القناة المتعرجة التي لا تمر بالقطاع تكلف الكثير وتحتاج إلى ضعف الوقت لإنجازها، بسبب التضاريس التي ترتفع في بعض نقاطها إلى حدود 350 متر".
الهجوم على غزة
يوضح أن الهجوم على غزة هو مشروع دائم للكيان يضاف إليه ما تحويه شواطئ غزة من كميات من الغاز كبيرة جدا، وما جرى اكتشافه رغم المضايقات يتجاوز 40 مليار متر مكعب من الغاز، يضاف إليه حاجة الكيان الإسرائيلي لشواطئ غزة لبنيتها التحتية وتمرير أنابيب الغاز من خلالها إلى مصر".
ومضى بقوله "المؤسف هناك انقسام كبير لدى الدول العربية بهذا الخصوص، رغم أن العديد منها والذي يماهي الولايات المتحدة هو متضرر من هذه المشاريع".