راديو

قبيل دخولها حيز التنفيذ... هدنة الأيام الأربعة بين الإرجاء والتفعيل

وافقت الحكومة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، في تصويت غير مسبوق، على اتفاق لإطلاق سراح نحو 50 محتجزا إسرائيليا في غزة، ووقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام على الأقل.
Sputnik
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بيانًا رسميًا، يؤكد قرار الحكومة بالموافقة على أولى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
كما أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية أنه "بعد مفاوضات صعبة ومعقدة، لأيّام طويلة، توصلت الحركة لاتفاق هدنة إنسانية مع إسرائيل، لمدة 4 أيام، بجهود قطرية ومصرية".
وقالت حركة "حماس"، في بيان، إن "الاتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة".
ومرّ أكثر من أربعين يومًا على بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.

من جانبه، قال الدكتور فخري أبو دياب، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، إن حكومة نتنياهو تريد تحقيق أي إنجاز لإثبات أن هذه الهدنة لم تفرض عليها، لذا تحاول البحث عن تحقيق أي هدف تروجه داخليا، لذا فهي تعطل تنفيذ هذه الهدنة، والمماطلة في إنفاذها.

وأشار أبو دياب إلى أن "الاحتلال لا يملك أي أوراق لتحقيق أي نصر كان وعد به المجتمع الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن الضغوط الداخلية والخارجية هي التي فرضت عليه هذه الهدنة دون أن يحقق أي هدف من أهدافه التي قالها في بداية هذه العملية.
وأضاف أبو دياب أن الاحتلال يحاول أن يحسن صورته أمام الداخل الإسرائيلي دون جدوى لأنه بعد أن تنتهي الحرب سيعلم الجميع الخسائر التي تكبدها الاحتلال فعليا وليس كما يقول.

أما أشرف أبو الهول، مدير تحرير الأهرام والمتخصص في الشأن الفلسطيني، فأشار إلى أن مفاوضات الهدنة عبر الوساطة المصرية والقطرية كانت مفاوضات شاقة لأن قيادة حماس السياسية في قطر والقيادة العسكرية في غزة، ومسألة نقل الطلبات والشروط والتعديلات بين هذه الأطراف وإسرائيل والولايات المتحدة والعودة بها مرة أخرى كانت تستغرق أياما وأسابيع.

وأضاف أبو الهول أن الهدنة بصيغتها الحالية قابلة للتمديد خاصة مع إشارة الولايات المتحدة إلى إمكانية ذلك، وهذا يثبت أن ورقة الأسرى ورقة قوية في يد الفصائل.
وقال أبو الهول إن الاتفاق كان بين إسرائيل وحماس التي بدورها تنسق مع بقية الفصائل، فالقيادة الفعلية للفصائل في يد حماس.
وأما الدكتور هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، فأشار إلى أن "توقف القتال لمدة أربعة أيام سيكون له أثر عسكري إيجابي على الطرفين؛ فحركة حماس في حاجة ماسة لهذا التوقف لإعادة التواصل مع كتائبها المنتشرة في شمال غزة، وترتيب الصفوف لاستئناف القتال إذا استمر القتال بعد الهدنة".
ولفت جابر إلى أن "الجيش الإسرائيلي أيضا بحاجة لهذا التوقف خاصة مع عدم تحقيقه أي شيء على الأرض رغم سيطرته الشكلية على ثلث قطاع غزة خاصة في الشمال، لذا فهو بحاجة إلى إعادة النظر والتخطيط للمرحلة المقبلة عسكريا وكيف يمكن تحقيقها حتى يصل لأي أهداف استراتيجية".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...
مناقشة