لا يتفق عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي ولا يشاطر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الرأي، وقال في تصريح لـ "سبوتنيك" إن الحكومة القادمة ليس لها محل من التحقيق في هذا الوقت، لأن ليبيا في الوقت الحالي تحتاج إلى وقت طويل حتى يكون هناك توافق على حكومة واحدة على كامل القطر الليبي.
وأشار التكبالي إلى صعوبة تشكيل حكومة قائمة على قطر واحد من البلاد، لأنه سيتكرر نفس السيناريو السابق، لأنها حسب وصفه لن تدوم ولن تكون قوية لأنها لن تستطيع أن تحكم الليبيين جميعا، مشددا على أنها لن تضمن وصول حقوق المواطن الليبي إليه في كل المدن والمناطق الليبية.
تفاهمات جديدة
ومن جهته، قال المحلل السياسي جمال الفلاح إن مجلس النواب متمسك بإنشاء حكومة جديدة بعيدة عن البعثة الأممية وبقية الأجسام الأخرى، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء الانتخابات إلا في ظل حكومة جديدة عن طريق مجلس النواب.
وأضاف الفلاح في تصرح خاص لـ "سبوتنيك" أن الحالة الليبية اليوم لا تحتمل أي انقسام جديد، خاصة عندما جاءت حكومة الوحدة الوطنية التي تأمل فيها الليبيون خيرا في أن تنهي الانقسام وتمهد الطريق للانتخابات ولكنها دخلت وأصبحت طرفا في الصراع.
ويرى أنه من المهم تشكيل حكومة واحدة، مؤكدا على أن هناك تسريبات بأن يتم دمج الحكومتين سويا، ولكنه يعتقد بأن الدبيبة لن يتنازل عن رئاسة الحكومة إلا بانتخابات.
وقال الفلاح إن هناك تفاهمات حدثت اليوم بين عقيلة صالح والمشير حفتر والدبيبة وبعض الأطراف التي سميت بالأطراف الخمسة لوضع حكومة مصغرة.
وأوضح أنه في حال تشكيل حكومة مصغرة يجب التمسك بأن تكون مهمتها واضحة ومحددة بتواريخ من أجل تهدئة الظروف وتوحيد المؤسسات وتمهيد الطريق للانتخابات.
وتابع أن فكرة حكومة مصغرة هي فكرة نادت بها كل الأطراف والنخب السياسية بحيث ينتهي هذا الانقسام والذهاب لحكومة تكنوقراط، مشيرا إلى أنه من الضروري أن تبتعد الحكومة المصغرة عن الوجوه المستهلكة التي تتصارع وتتكالب على السلطة ويجب أن تكون بوجوه جديدة بعيده عن الصراع، ومن الممكن أن تنجح في تمهيد الطريق للانتخابات.
وأكد الفلاح أن عملية إجراء الانتخابات من عدمها هي عملية مرتبطة بأطراف النزاع بين الشرق والغرب، مضيفا: "ثمانية أشهر هي مدة طويلة نوعا ما، وربما الشارع الليبي متعطش للعملية الانتخابية اليوم، والتحديات أمام الانتخابات ستكون كبيرة وربما سيتكرر مشهد المحاصصة بين أطراف النزاع وربما هذه علامة فشل الحكومة قبل بدايتها".
صعوبة التطبيق
من جهة أخرى، يرى المحلل السياسي عصام الزبير في تصريحاته لـ"سبوتنيك"، أن تصريحات عقيلة صالح سهلة في الكلام صعبة التطبيق، معتبرا أن الوصول إلى حكومة في ظل الانقسام الحالي، هو أمر صعب جدا، لهذا فإن الشعب متمسك بحكومة الدبيبة ليس لأنها حكومة جيدة، ولكن ربما ستكون هي الحل للانتخابات.
وأضاف الزبير أن منع الدبيبة من المشاركة في الانتخابات هو تناقض مع مقولة مشاركة كل الليبيين، وإذا كان الحديث عن مشاركة كل الليبيين في الانتخابات فهذا أمر غريب.
وشدد على ضرورة استبعاد كل من كان في المشهد في السابق، لأنهم كلهم ظهروا في المشهد لأكثر من عشر سنوات وما يحدث هو إعادة تدوير لتقلدهم للمناصب، حسب تصريحه.
وأوضح أن الانتخابات تحتاج لوقت، مستغربا تصريحات عقيلة التي تحدث فيها عن فشل المصالحة، متسائلا كيف ستمضي الانتخابات التي لم تجمع الوطن الواحد.
وأكد صعوبة الاتفاق على حكومة مصغرة، وسيتضاعف العدد ويتكرر مثلما ما حدث مع حكومة باشاغا التي فاق عدد وزرائها عدد وزراء حكومة الدبيبة، حسب وصفه.
وأعرب عن أمله في أن يكون هناك شرط يمنع من كانوا في المشهد من الترشح، مضيفا بأن هذا أمر سيخدم كل الليبيين.
ووصف التحدي بأنه كبير "ذلك لأن الجنوب غاب بشكل كبير عن الحوار، ولا يمثله أي طرف في الأطراف الخماسية، لأنه ليس هناك إجماع وطني وإنما هو إجماع مصالح وتيارات ومناطق".