أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، والحكومة الإسرائيلية، فجر الأربعاء 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 4 أيام، مع صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأكدت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، أمس الخميس، أن الهدنة الإنسانية مع إسرائيل تدخل حيز التنفيذ في تمام السابعة صباح الجمعة 24 نوفمبر، يرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
بشأن انعكاسات وتداعيات التوصل إلى اتفاق الهدنة ودخوله حيز التنفيذ، قال الخبير الأمني المغربي الشرقاوي الروداني، إن الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس هي ضرورة تكتيكية للطرفين ولا تنخرط في البعد الاستراتيجي المؤسس للحرب.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الهدنة لن ستستمر في الزمان والمكان لعدة اعتبارات سياسية، وكذلك لاعتبارات مرتبطة بشكل البعد الاستراتيجي للأهداف المسيطرة، والتي تتجاوز الحدود والجغرافيا.
ولفت إلى أن تداعيات الحرب على المستوى العالمي وخصوصاً على المستوى الإقليمي والأمريكي أصبحت تأخذ منحى آخر مرتبطا بالرد الشعبي، وعلى المستوى الأمريكي أصبحت الحرب أحد المحددات الهامة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
ويرى أن إسرائيل كانت في حاجة إلى ترتيب هذه الهدنة الإنسانية لتغيير موازين دقيقة في المعركة الشاملة.
من جانب آخر، يرى الخبير أن احتواء مسارات الانتخابات الرئاسية، وكذلك تداعيات الأزمة والوضع على شكل الرسم الاستراتيجي لما بعد الحرب، فرض ضرورة إقرار الهدنة.
ويرى أن مواقف أوروبا التي تغيرت نسبيا ترتبط بالمصالح الاستراتيجية الكبيرة في المنطقة، والتي تراقب عن كثب المخرجات الجيوسياسية للحرب، اتصالا وارتباطا بالرسم التكتيكي المطلوب في تدبير تداعيات الحرب وكذلك في رسم مجال التأثير الاستراتيجي للمواجهة الحالية.
وأعلنت "كتائب القسام" الفلسطينية أن اتفاق الهدنة مع إسرائيل يشمل الإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال مقابل كل أسير إسرائيلي، كما يتم يومياً إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية و4 شاحنات وقود وغاز الطهي لكافة مناطق قطاع غزة.
وتعد هذه أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة منذ بدء التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والجيش الإسرائيلي منذ إعلان الحركة، فجر السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدء عملية "طوفان الأقصى" حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن سقوط نحو 15 ألف قتيل (أغلبهم من الأطفال والنساء) وإصابة نحو 36 ألفا آخرين، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 225 فلسطينيا وإصابة نحو 3000 آخرين.
وبلغ عدد النازحين في قطاع غزة 1.7 مليون شخص من إجمالي 2.4 مليون شخص يعيشون في غزة، حسب الأمم المتحدة.