وبحسب مجلة علمية، فإن سطح كوكب الزهرة، مغطى بغلاف كثيف من السحب الحمضية السامة.
وبفضل تأثير الاحتباس الحراري الجامح، حيث تحبس تلك السحب حرارة الشمس وتمنعها من الهروب مرة أخرى إلى الفضاء، يصل متوسط درجة حرارة سطح كوكب الزهرة إلى 464 درجة مئوية (867 درجة فهرنهايت). ناهيك عن الضغط الجوي الذي يبلغ نحو 100 مرة ضغط الأرض.
ولقد ناضل العلماء من أجل ابتكار مركبة هبوط يمكنها البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف القاسية للغاية، ولكن لدينا بالفعل بيانات من سطح كوكب الزهرة، بين عامي 1961 و1984، أرسل برنامج الفضاء السوفييتي سلسلة من 16 مسبارًا إلى جار الأرض المطل على الشمس.
وكان البرنامج يسمى "فينيرا"، حيث كان يعد هذا أول برنامج يدخل بنجاح الغلاف الجوي لكوكب آخر، حيث كان "فينيرا 3" في عام 1966، وفي عام 1970، كان "فينيرا 7" أول مسبار يقوم بهبوط سلس على كوكب آخر.
وذكرت المجلة أن "فينيرا" كانت أول مهمة ترسل إلى الأرض صورًا وأصواتًا من كوكب آخر.
وحتى الآن، يعتبر "فينيرا" هو البرنامج الوحيد الذي أرسل صورًا وصوتًا من سطح كوكب الزهرة، حيث سجلت "فينيرا 13" و"14" الصوت، والتقطت "فينيرا 9" و"10" و"13" و"14" صورًا بانورامية لمواقع هبوطها.
ووفقًا لمعايير اليوم، ربما تكون البيانات الواردة مشوشة بعض الشيء، لكنها كانت منذ عقود مضت، وكانت الظروف التي عملت في ظلها المجسات مرهقة للغاية.
وفي الآونة الأخيرة، قام آخرون بإعادة النظر في البيانات التي يبلغ عمرها ما يقرب من 50 عامًا باستخدام تكنولوجيا معالجة الصور المحسنة والتقنيات المتاحة لنا، مما أدى إلى الحصول على بعض الصور المثيرة للاهتمام لكوكب الزهرة.
حيث تظهر الصور عالمًا غريبًا ذا لون ذهبي، عالما يبدو بطريقة ما محظورًا، حتى دون إشارة إلى درجة الحرارة أو الضغط أو السم الذي من شأنه أن يدمر الحياة كما نعرفها.
هذا اللون الذهبي هو نتيجة لتسلل ضوء الشمس عبر السحب الزهرية، مما يؤدي إلى تلوين السطح.
وتكشف معالجة الصور التي أجريت في جامعة "براون" أن الصخور والأوساخ الموجودة على سطح الكوكب لها لون رمادي غامق.
ويُعتقد أن هذا بسبب الطريقة التي تشكل بها السطح، حيث تهيمن السمات البركانية على سطح كوكب الزهرة، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وبسبب الطرق التي يتشابه بها كوكب الزهرة مع الأرض، يحرص العلماء على معرفة المزيد عنها، ويمكن أن تساعدنا دراسة كوكب الزهرة في تعلم بعض الطرق التي يمكن أن تنحرف بها المسارات التطورية للكواكب، لإنتاج بيئة مواتية للحياة، أو بيئة ليست كذلك على الإطلاق.