وفي تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أوضح عبد الساتر، أن "الكلام الذي قيل يوم أمس الأربعاء، كان كله في إطار التوقعات من أن هذا الأمر ممكن أن يكون مرتبطًا بسريان اتفاق الهدنة في غزة، لكن ما حدث ليل أمس في جنوب لبنان ربما قلب المشهد إلى حد كبير، فالعملية التي قام بها العدو الإسرائيلي باستهداف مجموعة من شباب المقاومة لديهم مسؤوليات كانت ضربة مؤلمة للحزب، استشهد خلالها 5 شباب من المقاومة ربما هذا الأمر سيترك الكثير من التداعيات".
وأضاف: "لا أريد أن أستبق القول بأن المعركة ستبقى مستمرة، ولا أريد أن أقول أن الهدنة ستنسحب بشكل تلقائي، الأمر متعلق بما تقرره قيادة المقاومة وبالتأكيد حتى الآن لم يظهر أي شيء بهذا الإطار".
ولفت عبد الساتر إلى أن "اليوم كان يومًا كبيرًا جدًا على مستوى المواجهات، اعترف العدو الإسرائيلي بخسائر كبيرة، وتجاوز عدد الصواريخ ال 50 صاروخًا على كل المستوطنات، هذا يعني باللغة العسكرية أن الأمور ممكن أن تكون مفتوحة أكثر بكثير من أن تكون مغلقة".
وأوضح، "هل تحصل بعض الاتصالات خلال هذه الليلة للملمة هذا الأمر ولحمل المقاومة على القبول مثلًا في مثل الصيغة المطروحة بأن الهدنة في غزة تنسحب على الموضوع في جنوب لبنان لا أدري، لكن أعتقد أن هناك حركة دبلوماسية نشطة قيل إنها بدأت عبر موفدين في تل أبيب وربما تكون هناك اتصالات كبيرة وواسعة مع المسؤولين في لبنان وأعتقد أن "حزب الله" سوف تشمله بشيء من الاتصالات بغية الوقوف عند رأيه، لكن حتى هذه الدقيقة لم نسمع أي شيء من هذا القبيل".
ورأى أن "مسألة تدحرج الحرب في لبنان محكوم بالوقائع الميدانية، حتى الآن استطاع "حزب الله" أن يخوض مواجهة مفتوحة على مدى 47 يومًا وعلى طول 107 كلم وبعمق يصل إلى 5 كلم بطريقة احترافية عالية الدقة، وأنها لم تعرض لبنان إلى ما يقوله البعض إلى الحرب بالمعنى الواسع، لكنها في نفس الوقت لم تترك الكيان الإسرائيلي في راحة من أمره بشكل كبير، وبالتالي هذا التوازن الذي استطاعت المقاومة أن تقوم به أعتقد أنه لا يزال قائمًا في الذهن، لكن التطورات دائمًا تأخذنا إلى أمكنة أخرى تمامًا كالذي حصل يوم أمس، واستوجب ردًا كبيرًا من المقاومة اليوم، فهل يكتفي "حزب الله" بهذا الرد، هل يقف عند موضوع سريان الهدنة بأن تنسحب على الجبهة الجنوبية أم أن الأمر ممكن أن يتعدى ذلك، الأمر مرتبط بطرفين وليس بطرف واحد، ليس الحزب وحده من يفترض عليه أن يكون في موضع الإجابة دائمًا، أيضًا على الطرف المعتدي العدو الإسرائيلي أن يكون في طرف من يجيب على أسئلة من هذا النوع، ولا زال العدو حتى هذه اللحظة يطلق تهديدات استعراضية".
وأكد عبد الساتر أن "أصل أن يقبل العدو الإسرائيلي بهدنة في غزة بعد 48 يومًا من العدوان المتواصل والقتل التدميري وارتكاب المجازر وانتهاك كل القوانين الدولية والإنسانية ورفع شعارات عالية وأهداف كبيرة ولم يستطع أن ينجز أي شيء من هذا سوى أنه ارتكب جرائم ومجازر، أعتقد أن هذه خسارة بطعم الهزيمة الساحقة للعدو الإسرائيلي، بالتأكيد هذا انتصار للمقاومة".