وتابع: "هنا بالذات كان لمصر دور ذكي في ذلك، حيث أنها وضعت الكيان الصهيوني في حرج حينما تركت أمر الوساطة لقطر ولأمريكا وأظهرت أنها تكتفي فقط بالإشراف على تنظيم المساعدات الإنسانية، ففي هذه الحالة لم تجد قيادة الكيان أي استجابة مصرية لتعقيد الوضع كما كانت تتصور، وأظهرت مصر حينها أن فرض هذه الهدنة سيكون بأيدي الأمريكيين أنفسهم الذين سيضغطون على حليفهم الإسرائيلي بسبب مواطنيهم المحتجزين في غزة".
وأضاف: "تمكنت الحركة بذكاء كبير من إدانة الكيان بطريقة مبطنة، حيث أن قبوله بتحرير النساء والأطفال سيعني منطقيا أنه قد خالف القوانين الدولية وحقوق الإنسان باعتقالهم من الأساس، وإلا فما الذي يفعله الأطفال في سجونه أصلا؟ وبذلك يكون قد كشف ورقة تدينه تلقائيا بعدما كان ينكر ذلك ويزعم أنه الجيش الأكثر أخلاقيةً في المنطقة، وبهذا تكون المقاومة قد جعلته يدين نفسه بنفسه ويخرج وجها لوجه أمام العالم بكونه جيشا متطرفا ويمارس الأساليب نفسها التي يتهم بها غيره".