وتوقع مراقبون لـ"سبوتنيك"، أن هناك نية لدى الطرفين لتمديد الهدنة، إذ أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية موافقتها علنية، فيما تخضع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لضغوط كبيرة داخلية وخارجية، خاصة مع فشله في تحقيق أي نجاحات تذكر في الميدان من خلال عدوانه الأخير.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، إن جهود القاهرة والدوحة لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، يمكن أن تقود للإفراج عن 20 محتجزا إسرائيليا لدى "حماس" مقابل الإفراج عن 60 أسيرا فلسطينيا إذا تم تمديدها، متوقعا أن يتم التمديد لمدة يومين إضافيين.
وبحسب رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، فإنه في حال تمديد الهدنة، فإن ذلك سيشمل أيضا وقف إطلاق النار في جميع أنحاء قطاع غزة، إضافة إلى السماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود، إضافة إلى حظر تحليق الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع.
ودخلت اتفاقية الهدنة الإنسانية المؤقتة التي تم التوصل إليها بين حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، حيّز التنفيذ في تمام السابعة من صباح الجمعة الماضي، وتستمر لمدة 4 أيام.
فرص متاحة
اعتبر السياسي الفلسطيني وأستاذ العلوم السياسية، الدكتور أسامة شعث، أن "هناك فرصة كبيرة لتمديد الهدنة لأيام أخرى، مقابل المزيد من عمليات تبادل الأسرى من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فقد "كانت هناك رغبة لدى حكومة الاحتلال باستئناف الهجوم على غزة نظرا لعدم تحقيقها أي إنجاز ميداني يذكر أثناء فترة الهجوم البري، لكن رغبة جمهور الاحتلال الإسرائيلي بالتمديد واستكمال عمليات تبادل الأسرى، وكذلك رغبة الإدارة الأمريكية والعديد من الدول الغربية، ساهمت بتعديل الموقف الإسرائيلي نحو الرغبة بتمديد الهدنة".
وتابع: "على الجهة الأخرى هناك موافقة معلنة من قبل "حماس" وفصائل المقاومة بتمديد الهدنة الإنسانية مقابل تبادل أسرى مدنيين، وهذا من شأنه تخفيف عبء تأمين وإطعام الأسرى المدنيين الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة، إضافة إلى الإفراج عن مزيد من أسرى الشعب الفلسطيني لدى إسرائيل".
ويرى شعث أن "هذه المفاوضات لن تنهي الحرب بشكل كامل، ولن تنهي الصراع كذلك، خاصة أن الاحتلال لن يخرج من ضواحي غزة، ولم يستكمل أعماله كما هو معلن".
حسم المعركة
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، فادي أبو بكر، أن "فرص تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة كبيرة، في خضم التحركات الإقليمية والدولية حتى الأمريكية والأوروبية لتمديد الهدنة، وقد يصل الأمر لوقف إطلاق النار، باعتبار أن المناخ العام يفرض نفسه والمزاج الشعبي والرسمي يدفع نحو هذا الخيار".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، فإن "الأهم من ذلك الحقائق الميدانية على الأرض، أضعفت لحد كبير فرص استئناف الحرب، مع تضاؤل فكرة كسبها إسرائيليا، فإسرائيل عوّلت بداية الحرب على الدعم الغربي والرأي العام الدولي الأمريكي والأوروبي".
وتابع: "الآن ومع زخم صور الفظائع التي خرجت من القطاع عبر مواقع التواصل ووسائل الإعلام، وانكشاف المفبركات الإعلامية الإسرائيلية وإثبات زيفها أمام العالم، بات هناك تحولا ملفتا في الرأي العاد الدولي، إذ انتقل السجال في الشارع الدولي من الحديث عن الفلسطينيين كضحايا تمّ انتهاك حقوقهم، ليعود إلى أصل الصراع حول شرعية الوجود الإسرائيلي بحد ذاته، غير أن دولا مثل إسبانيا وبلجيكا تستعد للاعتراف بفلسطين".
ويرى فادي أبو بكر أن "الرأي العام الدولي وتحولاته والآثار التي تركها على برلمانات وحكومات والتغيّر في الخطاب السياسي للحكومات التي كانت تدعم إسرائيل بداية الحرب، يشير إلى أن الرأي العام الدولي سيحسم المعركة سياسيا"، مؤكدا أن "فرص تمديد الهدنة ليست قائمة وكبيرة وحسب، بل وقف إطلاق النار وحسم المعركة سياسيا لصالح الفلسطينيين".
وتتضمن الاتفاقية إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.
وأفرجت "حماس" خلال أول 3 أيام من الهدنة، عن 40 إسرائيليا و18 أجنبيا، فيما أفرجت إسرائيل عن 117 أسيرة وأسيرا فلسطينيا خلال المدة ذاتها.
ويعد هذا الاتفاق، أول خطوة فعلية نحو التهدئة في الحرب المستعرة بين "حماس" وإسرائيل، منذ فجر السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التي راح ضحيتها من الفلسطينيين نحو 15 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، مقابل نحو 1500 قتيل من الإسرائيليين، سقطوا خلال عملية "طوفان الأقصى".