وأثبت البحث المنشور في مجلة "جاما" العلمية، أن علاج إعادة معالجة الألم (PRT)، الذي يعلم الناس إدراك إشارات الألم المرسلة إلى الدماغ على أنها أقل تهديدا، يساعد في علاج ألم الظهر المزمن.
وفحصت الدراسة العلاقة الحاسمة بين الدماغ والألم، لعلاج الألم المزمن، ووجدت أنه بعد الخضوع إلى (PRT)، أبلغ المرضى عن انخفاض شدة آلام الظهر.
وقال الطبيب يوني أشار، الأستاذ المساعد في الحرم الطبي في جامعة كولورادو أنشوتز: "تظهر دراستنا أن مناقشة أسباب الألم مع المرضى ومساعدتهم على فهم أن الألم غالبا ما يكون "في الدماغ"، يمكن أن يساعد في تقليله".
ومن أجل دراسة آثار نسب الألم، قام الباحثون بتسجيل أكثر من 150 شخصا بالغًا يعانون من آلام الظهر المزمنة الشديدة إلى حد ما، في تجربة عشوائية تلقوا خلالها علاج إعادة معالجة الألم (PRT)، ووجدوا في النهاية أن ثلثي الأشخاص الذين عولجوا بالطريقة، أفادوا بعد العلاج أنهم أصبحوا خاليين من الألم أو تقريبا.
ويؤكد أشار: "هذه الدراسة مهمة للغاية، لأن نسب الألم لدى المرضى غالبا ما تكون غير دقيقة، وقد وجدنا أن عددا قليلا جدا من الناس يعتقدون أن أدمغتهم لها علاقة بألمهم، وهذا يمكن أن يكون غير مفيد ومؤذٍ عندما يتعلق الأمر بالتخطيط للتعافي، لأن نسب الألم تكون وراء اتخاذ قرارات رئيسية خاصة بالعلاج، مثل إجراء عملية جراحية أو الخضوع لعلاج نفسي".
ووفقا لنتائج الدراسة، فإنه قبل العلاج بـ(PRT)، كان 10% فقط من إسناد علاج (PRT) للمشاركين مرتبطا بالعقل أو الدماغ، لكن بعد الخضوع للعلاج، ارتفعت هذه النسبة إلى 51%، مما يدل على أنه كلما زاد عدد المشاركين الذين تحولوا إلى رؤية آلامهم على أنها ناجمة عن عمليات العقل أو الدماغ، كلما زاد الانخفاض في شدة آلام الظهر المزمنة.
وقال أشار: "تظهر دراستنا أن مناقشة أسباب الألم مع المرضى، ومساعدتهم على فهم أن الألم غالبا ما يكون "في الدماغ" يمكن أن يساعد في تقليله".
وأضاف: "في كثير من الأحيان، تركز المناقشات مع المرضى على الأسباب الطبية الحيوية للألم، ونادرا ما تتم مناقشة دور الدماغ، ومن خلال هذا البحث، نريد أن نقدم للمرضى أكبر قدر ممكن من الراحة، من خلال استكشاف علاجات مختلفة، بما في ذلك تلك التي تعالج محركات الدماغ للألم المزمن".