قد نعود للعصور البدائية... هل المجال المغناطيسي للأرض على وشك الانعكاس؟

حذر فيزيائيون من أن المجال المغناطيسي للأرض يشهد تغيرات واسعة النطاق يمكن أن تؤثر على المناخ والاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتشغيل شبكات الكهرباء.
Sputnik
وقال موقع "ساينس آليرت" المتخصص في نشر الأبحاث العلمية والاكتشافات والنتائج، إنه في حين أن تحرك القطب المغناطيسي الشمالي قليلًا لا يمثل مشكلة كبيرة، إلا أن الانعكاس يمكن أن يكون له تأثير كبير على مناخ الأرض وتقنيتنا الحديثة.
وأوضح أن العلماء تتبعوا حركة الأقطاب المغناطيسية ووجدوا أن الحركة التاريخية لهذه الأقطاب تشير إلى حدوث تغير في الهندسة العالمية للمجال المغناطيسي للأرض.
وتتولد المجالات المغناطيسية عن طريق تحريك الشحنات الكهربائية. تسمى المادة التي تمكن الشحنات من التحرك بسهولة داخلها بالموصل. المعدن هو أحد الأمثلة على الموصلات، حيث يستخدمه الناس لنقل التيارات الكهربائية من مكان إلى آخر.
ويخلق المجال المغناطيسي للأرض "فقاعة" مغناطيسية تسمى الغلاف المغناطيسي فوق الجزء العلوي من الغلاف الجوي، طبقة الأيونوسفير.
مجتمع
الأقمار الصناعية ترصد انقسام المجال المغناطيسي وقلب أقطاب كوكب الأرض... فيديو
ويلعب الغلاف المغناطيسي دورًا رئيسيًا في حماية الناس، حيث يعكس إشعاع الأشعة الكونية الضار عالي الطاقة، والذي ينشأ في انفجارات النجوم ويتحرك باستمرار عبر الكون. يتفاعل الغلاف المغناطيسي أيضًا مع الرياح الشمسية، وهي عبارة عن تدفق للغاز الممغنط المنبعث من الشمس.
وهناك أوقات تقذف فيها الشمس سحبًا ممغنطة كبيرة من الغاز تسمى عمليات الانبعاث الكتلي الإكليلي إلى الفضاء. إذا وصلت هذه الانبعاثات إلى الأرض، فإن تفاعلها مع الغلاف المغناطيسي ما يمكن أن يولد عواصف مغناطيسية أرضية.
يمكن للعواصف الجيومغناطيسية أن تخلق الشفق القطبي، وهو ما يحدث عندما يضرب تيار من الجسيمات النشطة الغلاف الجوي ويضيء.
ويلفت الموقع إلى أنه أثناء أحداث الطقس الفضائي، يكون هناك المزيد من الإشعاع الخطير بالقرب من الأرض، والذي يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بالأقمار الصناعية ورواد الفضاء، وكذلك إتلاف أنظمة التوصيل الكبيرة، مثل خطوط الأنابيب الرئيسية وشبكات الطاقة، عن طريق التحميل الزائد للتيارات في هذه الأنظمة.
مجتمع
علماء: ظهور ثلاثة ثقوب إكليلية جديدة في هالة الشمس يمكن أن يغير المجال المغناطيسي للأرض
كما يمكن أن تؤدي أحداث الطقس الفضائي أيضًا إلى تعطيل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وتشغيل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وهو ما يعتمد عليه الكثير من الناس.
وتحرك موقع القطب المغناطيسي الشمالي بنحو 600 ميل (965 كيلومترًا) منذ إجراء القياس الأول في عام 1831. وزادت سرعته من 10 أميال سنويًا إلى 34 ميلًا سنويًا (16 كيلومترًا إلى 54 كيلومترًا) في أكثر من عام.
ويمكن أن يشير هذا التسارع إلى بداية انعكاس المجال، لكن العلماء لا يستطيعون معرفة ذلك باستخدام بيانات أقل من 200 عام.
لا يمكن للعلماء أن يعرفوا بثقة متى سيحدث انعكاس المجال التالي، لكن يمكننا الاستمرار في رسم الخرائط وتتبع حركة الشمال المغناطيسي للأرض.
مناقشة