وقال ممثل وكالة "سبوتنيك"، الصحفي أحمد عبد الوهاب، في حديثه خلال الجلسة إن "المسؤولية الأخلاقية للإعلام الدولي لها أكثر من شق، وشقها الرئيسي هو الصحفي أو الإعلامي، ولا يمكن الحديث عن العملية الأخلاقية والمهنية قبل النظر إلى الناقل للحدث وهو الإعلامي أو الصحفي، لأنه هو الذي يطل على الجميع من خلال كتاباته أو تقاريره المصورة والمقروءة".
وتابع عبد الوهاب: "يجب النظر أولا إلى المعاناة المهنية والشخصية والمادية وكيفية تأمين حياته وحياة أسرته المهنية والمالية والابتعاد به عن الضغوط سواء خلال ممارسة عمله اليومي أو من جانب المؤسسة التي يمارس عمله من خلالها، فلا يمكن أن تكون هناك مسؤولية أخلاقية للإعلام الدولي دون التركيز على العوامل التي قد تحيد بالصحفي عن هذا الطريق القويم".
ولفت ممثل وكالة "سبوتنيك"، إلى أن "القاعدة التي ينطلق منها الصحفي قد تحدد طريقه نحو العملية الأخلاقية أو تضغط عليه لكي يعمل وفق توجيهاتها التي قد تتنافى في بعض الأحيان مع تلك المسؤولية، وبدلا من النزاهة والحيادية نجد أنفسنا أمام عمليات خداع وتضليل".
وأوضح عبد الوهاب أن "البيئة الإعلامية التي كان يشار إليها منذ عقود طويلة أنها حيادية في عمليات الطرح أو كنا نحسبها كذلك، لم تعد اليوم بتلك المسؤولية الأخلاقية بل حادت عنها وبشكل فج، وأصبحت أكثر تضليلا وكذبا على الرأي العام العالمي وسرعان ما يتم كشف زيفها وتضليلها".
وناشد ممثل وكالة "سبوتنيك"، بضرورة حماية حياة الصحفي في المقام الأول، حيث أنه جرى رصد عمليات استهداف مباشرة لحياة الصحفيين خلال العقد الأخير لمنعهم من نقل الحقائق على الرغم من حملهم شارات ظاهرة تشير إلى مهنتهم.
وشدد عبد الوهاب على ضرورة معالجة موضوع المسؤولية الأخلاقية لوسائل الإعلام الدولية بشكل شامل يتضمن أوضاع الصحفيين وضرورة دعمهم وتمكينهم من القيام بعملهم المهني الواجب في ظل التحديات التي يواجهونها، وأن يكون هناك ميثاق إعلامي دولي جديد يتواكب مع التغيرات المتلاحقة في البيئة التي يعمل بها الصحفي والإعلامي.
وصدر، اليوم الأربعاء، "ميثاق جدة للمسؤولية الإعلامية" تتويجا لأعمال المنتدى الدولي للإعلام في جدة، بعنوان "الإعلام ودوره في تأجيج الكراهية والعنف: مخاطر التضليل والتحيز"، الذي اختتم بعددٍ من التوصيات وجمعت له رابطة العالم الإسلامي أعضاء اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، والوكالات الدولية الكبرى، وأبرز القيادات الدينية والدبلوماسية في العالم.
وتضمّن الميثاق 13 بندًا اعتمدتها القيادات والمؤسسات الممثلةُ في المنتدى، كما صدرت 8 توصيات في نهاية أعمال المحفل الدولي، الذي ضمّ حضورا من جميع أنحاء العالم، لا سيما رؤساء ومديرو وكالات الأنباء العربية والإسلامية والدولية، وبمشاركة مراسلين من قطاع غزة ممن يعانون في سبيل نقل الحقائق وإطلاع الرأي العام على ما يجري على أرض الواقع.
وذكر الميثاق في نصه أن "هناك ضرورة للتعبير عن الإيمان بواجب الرقي بالمنظومة الإعلامية، وتعزيز شرف الانتماء إلى المهنة، والتأكيد على المواثيق الصادرة من المنظمات الدولية والمؤسسات المهنية، والحرص على احترام حرية الرأي والتعبير في سياق مشروعيتها الحضارية الداعمة لسلام العالم ووئام مجتمعاته الوطنية".
كما لفت الميثاق النظر إلى أهمية ضمان حق الرأي العام في التعرف على الحقيقة، والوصول إلى المعلومة بوثائقها المقدمة بتجرد وحياد، لا بأطروحاتها المرتجلة والمضللة التي تطف في شفافية معلوماتها وتُدلس في وثائقها، مشدداً على أهمية الاسترشاد بالخبرات التي راكمتها التجارب الإعلامية في الوصول إلى دور مجتمعي حضاري مستنير.
وأكد الميثاق أن احتياجات العصر تتطلب صياغة تحالف دولي لإحباط التضليل الإعلامي، وتحسينًا لأداء العمل الإعلامي وجودته وَفْق معاييرَ وضوابط تُمثل أخلاقيات الخطاب الإعلامي بأركانها وواجباتها، لذا فإن المشاركين في المنتدى يدعون جميع الإعلاميين حول العالم إلى الالتزام بتلك الأخلاقيات التي تتفق عليها القيم الإعلامية ولا تختلف، بوصفها مشتركا مهنيا يؤمن به كل من استشعر المسؤولية الإعلامية بعيدا عن أي أهداف أخرى من شأنها أن تنحرف بالمسار الإعلامي عن رسالته النبيلة.