مع قرب انتهاء الهدنة... ما هي سيناريوهات استكمال الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة؟

مع التمديد البطيء للتهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ومع قرب انتهاء المهلة الأخيرة، يطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن السيناريوهات المقبلة، وما إذا كان هناك تهدئة شاملة أو العودة للحرب.
Sputnik
وتأتي هذه التساؤلات في خضم حديث وسائل إعلام عربية عن محادثات أمريكية - إسرائيلية، حول عملية محتملة للجيش الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة، في حين لم تعط واشنطن بعد موافقتها النهائية على تنفيذها، إضافة إلى مطالب بعض الوزراء الإسرائيليين باستئناف المعارك.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت كل من حركة "حماس" وإسرائيل، تمديد الهدنة المتفق عليها بينهما في قطاع غزة، ليوم واحد إضافي، نتيجة لجهود الوسطاء ولمواصلة عملية تبادل الأسرى، وأوضحت الحركة، في بيان، أنه "تم الاتفاق على تمديد الهدنة ليوم سابع، وهو اليوم الخميس".

وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة المصرية للاستعلامات، اليوم الخميس، إنه "هناك اتصالات مصرية قطرية مكثفة لتمديد الهدنة في قطاع غزة، ليومين إضافيين، وذلك في أعقاب تمديد الهدنة لمدة يوم واحد، وهو اليوم الخميس".

وكانت "حماس" وإسرائيل، قد أبدتا، قبل وقت قليل من الإعلان عن تمديد الهدنة، إشارات إلى استعدادهما لاستئناف القتال في حال عدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة.

ضغوط دولية

اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أن "الأطراف المؤثرة على النطاق الدولي والإقليمي أصبحت الآن أكثر قناعة بضرورة الوصول إلى تهدئة دائمة"، معتبرًا أن "إقرار هدنة بعد أخرى يمكّن في نهاية الأمر الوصول إلى تهدئة دائمة".
وجاء في حديث غباشي لـ"سبوتنيك": "خلال هذه الهدنة تتعرف الأطراف على شروط بعضها البعض، ويحاول الوسطاء التوفيق بين الأطراف في الكثير من نقاط الخلاف، وهو سبب نجاحها حتى الآن".
إسرائيل تستدعي سفيرها لدى مدريد... ونتنياهو يوجه باستدعاء سفير إسبانيا "لتوبيخه"
ويرى غباشي أنه "بات هناك قناعة أمريكية أقرب للتهدئة الشاملة ووقف إطلاق النار عن تجدد الاشتباكات، حيث ما تم مشاهدته من دمار مروع في الشمال لا يرغب أحد بتكراره في الجنوب، بغض النظر عن تأييد واشنطن المطلق لإسرائيل وعمليتها، لكن الأمر مرتبط أكثر بقناعة الأطراف الإقليمية والدولية".

وأوضح أن "هناك إشكالية داخل إسرائيل، حيث يرى بعض المتطرفين أن إيقاف الحرب قد يؤدي إلى حل الحكومة وإحالة أعضائها إلى المحاكمة، وهو أمر يحاول الكل مقاومته داخل إسرائيل، ما قد يدفع حكومة نتنياهو وبصرف النظر عن الضغوط الدولية في المجازفة بتجدد الاشتباك رغم الغضب الإقليمي والدولي، منعًا لسقوط الحكومة ومحاكمتها".

ويعتقد غباشي أن "الضغوط الدولية مستمرة، لا سيما في ظل ما أظهرته حركة حماس من مرونة في تبادل الأسرى العسكريين والجنود، مقابل الإفراج عن الكثير من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

"نية إسرائيلية"

وفي السياق ذاته، قال، جمال زحالقة، رئيس حزب "التجمع الوطني" في أراضي 48 وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن "إسرائيل ستواصل الحرب طالما واصلت الولايات المتحدة إمدادها بالذخيرة والعتاد والقنابل والدعم السياسي والمعنوي والمالي، حيث تبنت إدارة بايدن، أهداف الحرب الإسرائيلية كاملة، وتصر على إعادة الأسرى الإسرائيليين كافة، وترفض وقفا دائما لإطلاق النار قبل أن تحقق إسرائيل هدفها في نزع القدرات العسكرية لحركة حماس".
بلينكن يؤكد لنتنياهو ضرورة حماية المدنيين جنوبي غزة قبل أي عمليات عسكرية هناك
وأضاف زحالقة أن "إدارة بايدن، ماضية في دعم الحرب العدوانية، لكنها قد تغير موقفها، مضطرة، في حال تعرضت مصالحها للخطر، مثل تمرد بعض الأنظمة العربية، أو وقوف المنطقة على حافة حرب إقليمية تشارك فيها إيران، وقد يجد بايدن نفسه مضطرا لوقف الحرب حتى لا يخسر الانتخابات بسبب مواقفه الداعمة لإسرائيل".

وأردف زحالقة، قائلا: "حماس حققت في إطار صفقة التبادل بعض الإنجازات، أهمها تحرير مئات الأسيرات والأسرى الصغار، والتخلص من الرهائن المدنيين الذين شكلوا عبئا عليها، وفرض هدنة تخللها إدخال كميات إضافية من المساعدات"، مشيرًا إلى أنه "رغم المساعي المصرية والقطرية الحثيثة لإطالة الهدنة ولتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، عبر استثمار قضية الأسرى، فإن إسرائيل تخطط لاستئناف الحرب بأقرب فرصة ممكنة بعد استنفاد العملية الحالية لتبادل الأسرى".

ويرى أن "إسرائيل عاجزة عن حسم المعركة، لكن قيادتها لا تريد وقف الحرب أو الانسحاب"، محذرا من التورط في حرب طويلة بالقطاع، ما يستدعي تحركا فلسطينيًا، والدفع بوزن الدول العربية والإسلامية لوقف الحرب فورًا، بحسب قوله.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، قد نص على هدنة في قطاع غزة، لمدة 4 أيام، والإفراج عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال، مقابل كل أسير إسرائيلي، ويتم يوميًا إدخال 200 شاحنة من المواد الإغاثية والطبية، و4 شاحنات من الوقود وأسطوانات الغاز لجميع مناطق قطاع غزة، وكان قد تم الاتفاق، في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، على تمديد الهدنة ليومين إضافيين بنفس شروط اتفاق الهدنة الأصلي.
مناقشة