وأكد المراقبان أن "الاحتلال يرغب في دفع المقاومة الفلسطينية إلى القبول بشروط تبادل الأسرى تحت النار، وكذلك إرسال رسالة للداخل الإسرائيلي، بأنهم نجحوا في تحرير أسراهم".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح يوم 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، استئناف العمليات القتالية ضد حماس في قطاع غزة، وذلك على خلفية اعتراض صاروخ أطلق من قطاع غزة، الأمر الذي اعتبرته إسرائيل بمثابة خرق للهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف للأعمال القتالية ضد القطاع.
اعتبارات داخلية
اعتبر شرحبيل الغريب، المحلل السياسي الفلسطيني، ورئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات، أن "استئناف العدوان على قطاع غزة، يأتي من حاجتها إلى هذه الجولة من القتال بعد انهيار الهدنة التي استمرت إلى أيام".
بحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، "إسرائيل تحتاج هذه الجولة ليس فقط في سياق المفاوضة بالنار مع المقاومة الفلسطينية، إنما لاعتبارات داخلية تمكنها من الانتقال للمرحلة التالية من صفقة تبادل الأسرى دون معارضة".
وتابع: "تريد إسرائيل إخراج قياداتها من يد حماس بعد أيام، لتقول للمجتمع الإسرائيلي، ولقيادات اليمين القومي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية التي تدعو لسحق قطاع غزة، أننا أجبرنا المقاومة للعودة إلى الصفقة تحت النار، وأن الضغوط التي تمارسها قد أثمرت".
ضغوط إسرائيلية
في السياق، اعتبر أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن "استئناف الحرب في غزة، جاء بعد أن أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر من جديد لدولة الاحتلال الإسرائيلي لشن هجومًا على جنوب غزة".
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، في هذا السياق شاهد العالم الهجوم الإسرائيلي الشرس على جنوب غزة، والقتل بشكل بشع في كل مكان، حتى الدعوة لسكان خانيونس ذهاب لمدينة رفح ومن ثم تم قصفها، حيث لم يعد هناك مكان آمن في القطاع.
ويرى الرقب أن "الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يحسن ظروف مفاوضاته مع حماس من خلال هذه الحرب، والتفاوض تحت النار ليضغط حماس من أجل الموافقة على إطلاق سراح أسراه بأقل ثمن والاكتفاء بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مدنيين وعسكريين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، دون ربط هذا بأي حل سياسي".
وأكد الرقب أن "الاحتلال يريد من هذا العنف أن يضغط على المقاومة الفلسطينية لفرض حل هو يريده بتفكيك سلاح المقاومة، وإزاحة حركة حماس من الحكم في القطاع".
ومضى قائلًا: "الاحتلال يريد أن يحقق هدفه بالقضاء على المقاومة من غزة مهما كان الثمن، وبالعادة الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن وحكومة نتنياهو ترى أي تراجع دون القضاء أو إزاحة حماس عن الحكم هو تراجع عن هدف هذه الحرب".
ويعتقد المحلل الفلسطيني أن "نتائج هذه الحرب منوطة بصمود الشعب الفلسطيني ومقدرة المقاومة على إيذاء الاحتلال الإسرائيلي".
ويستمر الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، في شن غارات وقصف مواقع في قطاع غزة، بعد توقف لأسبوع ضمن الهدنة، التي انهارت صباح أمس.
وأسفرت الغارات والقصف عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني، منذ انتهاء الهدنة واستئناف القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحة في القطاع.