السلطة الأولى
منذ خمسينيات القرن الماضي، وبظهور وسائل الإعلام التلفزيونية، أخذ الإعلام اهتماما كبيرا من قبل صنّاع القرار والدول، وتعتبر هذه الفترة هي العصر الذهبي للتلفزيون، أين كانت الكلمة والصورة هما المفتاح الأول لتوجيه الرأي العام نحو ما تمليه أجندة وسياسات الدول على هذه الوسائل.
فسلطة الإعلام منذ ظهوره لم تكن مجرد كلمات أو شعارات لإبراز دور الإعلام في المجتمعات والدول، بل حقيقة كان للإعلام دورا كبيرا في توجيه الرأي العام وفي إحداث ثورات وإخمادها، وفي إخراج الناس إلى الشوارع للمظاهرات وفي إسكاتهم، وفي بث حقائق وأحداث، وأيضا أكاذيب وأخبار مضللة. فكيف هي سلطة الإعلام اليوم في ظل التطور التكنولوجي وتنوع وسائل الإعلام والاتصال في عصرنا الراهن، وكيف يؤثر الإعلام على مصير الشعوب والبلدان في زمن الحروب والنزاعات؟، فهل ما زال الإعلام سلطة رابعة أم أنه اليوم بات هو السلطة الأولى؟.
حول تأثير الإعلام الغربي في الحرب الإسرائيلية على غزة، قال عضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين ومدرب الصحفيين بقضايا حقوق الإنسان والسلامة المهنية، الأستاذ خالد القضاة لبرنامج "صدى الحياة":
"إن الإعلام قوّة حقيقيّة، ولكن المتلقي أيضا أصبح لديه أساليب محترفة في نقل الوقائع على الأرض ومعرفة في تحليل ما يراه والعودة إلى أصل الحدث، نحن نعيش في فضاء رقمي من خلاله نستطيع التحقق من فبركة الأخبار والأكاذيب وكشف التلاعب بالصور والفيديوهات والبرامج متاحة للناس جميعا، وهناك قوة ضبطت المؤسسات الإعلامية، فإذا غامرت في الكذب والتضليل ستصبح جزءا من هذا العدوان ومن الممكن أن تتعرض لمحاكمة دولية بسبب تضليل المجتمع والتسبب في مقتل أشخاص".
وأشار الأستاذ خالد القضاة إلى تعاطي الإعلام الغربي والعربي مع أحداث الحرب الإسرائيلية وقال لبرنامجنا:
"بسبب الجهد الصحفي الموجود حاليا والأحداث متسارعة جدا والتطور الهائل في نقل الأخبار، أصبح فبركة الروايات صعب أكثر، والمتابع والمشاهد بات واعيا لهذه القضية ولأهداف الغرب في التضليل وانحيازه لإسرائيل".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق...