وكان مندوبو أكثر من 160 دولة وافقوا بالإجماع في اليوم الأول لمؤتمر "كوب 28" رسميا على إنشاء "صندوق الخسائر والأضرار"، وتعهدوا بتقديم أكثر من 400 مليون دولار، لدعم دول العالم المعرضة للخطر بشكل خاص في جهودها للتعامل مع الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ.
وأشارت الصحيفة في مقالها المنشور، أمس السبت، إلى أن "دولة الإمارات العربية المتحدة (البلد المضيف للمؤتمر)، تعهدت بمبلغ 100 مليون دولار لإنشاء الصندوق، وألمانيا 100 مليون دولار، وبريطانيا 40 مليون جنيه استرليني (حوالي 50.6 مليون دولار) و20 مليون جنيه استرليني لترتيبات أخرى، واليابان 10 ملايين دولار، بينما تعهدت أمريكا المعروفة بمواقفها تجاه قضايا المناخ بمبلغ 17.5 مليون دولار فقط، وهو ما كشف الوجه الحقيقي لبعض الدول".
ولفتت "غلوبال تايمز" إلى أن "المبلغ الذي تعهدت به أمريكا ضئيل، مقارنة بوضعها كأكبر اقتصاد في العالم، والمسؤولية التي يجب أن تتحملها في معالجة تغير المناخ، نظرا لأعلى انبعاثات الكربون التراكمية تاريخيا، وقد أدى إعلان أمريكا عن مبلغها إلى انتقادات من جانب المندوبين الحاضرين والخبراء الذين اعتبروا ذلك "مخيبا للآمال"، و"صادما" و"محرجا".
وقالت: "يجب على واشنطن أن تشعر بالخجل حقا من هذا المشهد في مؤتمر "كوب 28"، مشيرة إلى مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في سبتمبر/ أيلول 2023، والذي تساءلت فيه إلى متى قد يستمر النفاق المناخي في أمريكا؟".
ونقلت الصحيفة الصينية عن المقال الأمريكي: "ليس جديدا أن يتأرجح الطموح المناخي والنفاق المناخي ذهابا وإيابا، مثل وجهي الصورة ثلاثية الأبعاد العدسية"، وهنا تعلّق: "وحتى وسائل الإعلام الأميركية نفسها تقول ذلك، وهو ما يظهر مدى سوء أداء الولايات المتحدة فيما يتصل بقضايا المناخ".
كما هاجمت الصحيفة "الجهود المتعمدة التي تبذلها الولايات المتحدة لجذب الدول الجزرية في المحيط الهادئ، وإنشاء سفارات جديدة، وادّعاء مساعدتها في الحفاظ على "الأمن البحري"، لكن عندما يتعلق الأمر بقضايا المناخ التي تهتم بها هذه البلدان حقا، تظهر واشنطن بخلا واضحا".
وأردفت: "لقد أصبح التركيز الحقيقي لواشنطن في دبلوماسيتها واضحا بشكل متزايد لدى الناس".
وتابعت الصحيفة: "وعلى أية حال، لا يجوز لأمريكا أن تغيب عن معالجة قضية المناخ. وحتى لو اتخذت الدول الأخرى خطوات استباقية، فإنها لن تتمكن من ملء الفراغ غير المسؤول الذي خلفته الولايات المتحدة، وعلى العكس من ذلك، إذا فشلت أمريكا في تقديم القدوة في ما يتصل بقضايا المناخ، فإنها تفقد تماما مؤهلاتها لملاحقة الزعامة العالمية، وفي كل الأحوال، يتعين عليها أن تتحمل التزاماتها ومسؤولياتها الواجبة".
كما حثت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن تستغل الوقت الذي قضته في السلطة للدفع نحو تحقيق تقدم جوهري في قضايا المناخ، بمزيد من التصميم والقوة.