تخيل الآن طاقمًا مكونًا من ثلاثة أفراد يتجهون إلى القمر في رحلة مدتها 3 أسابيع، أي أنهم يحتاجون إلى نحو 189 لترًا من الماء، ما يعادل تقريبا 189 كيلوغرامًا.
بافتراض أنه يتعين عليك حمل كل المياه بدلاً من إعادة تدوير بعض منها، فإن الرحلات الطويلة إلى الفضاء مع عدد أكبر من الأشخاص ستكون بمثابة تحد لوجستي لنقل المياه وحدها.
اكتشف باحثون من مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية "إن آر إل" صخورًا قمرية تحتوي على الهيدروجين، التي عند دمجها مع الأكسجين القمري توفر مصدرًا محتملاً (للمياه) للمستكشفين المستقبليين، وذلك على حسب الدراسة التي تم نشرها على موقع "ساينس أليرت".
تم إرجاع ما مجموعه 382 كيلوغرامًا من الصخور من القمر بواسطة برنامج أبولو، وتمت دراسة بعض العينات على الفور بينما تم إغلاق البعض الآخر للبحث المستقبلي على أمل أن تكون الأجهزة المستقبلية أكثر حساسية.
لقد أرادوا فهم مصدر الماء على القمر وفهم تكوينه، سوف يعتمد الاستكشاف المستقبلي للقمر، وخاصة القواعد القمرية الدائمة، بشكل كبير على الموارد القمرية الموجودة.
توضح الدراسة أن "الاستخدام الفعال للموارد يعتمد على تطوير فهم أين وكيف يتم تكوين المياه والاحتفاظ بها داخل الثرى".
تم استخدام المجهر الإلكتروني النافذ كجزء من الدراسة لاستكشاف العينة القمرية، وتستخدم هذه التقنية لتصور العينات وإنشاء صورة مكبرة للغاية.
ووجدوا بصمات الهيدروجين في عينات في الحويصلات، وهي ثقوب صغيرة تُركت بعد تبريد الحمم البركانية، ويؤكد هذا الاكتشاف أن الرياح الشمسية محاصرة بكميات يمكن اكتشافها، مما يثبت وجود خزان محتمل يمكن للمستكشفين المستقبليين الوصول إليه.
يعد الهيدروجين بحد ذاته موردًا مفيدًا للغاية، وإذا أمكن استخراجه من مادة سطح القمر، فيمكن أن يساعد في العديد من جوانب الاستكشاف.
الضجة الحقيقية حول هذا الاكتشاف هي أنه قد يحل أخيرًا اللغز المتعلق بأصول المياه القمرية، وأنه قد يكون نتيجة للتفاعلات الكيميائية بين الرياح الشمسية والصخور القمرية.
إذا تمكنا من فهم أصول المياه القمرية (وربما نكون أخيرًا قريبين من ذلك الآن)، فيمكننا التأكد من أننا نستخدمها بفعالية للوصول إلى النظام الشمسي.