رحلات دولية قام بها رئيس المجلس الأعلى للدولة في مدة قصيرة منذ توليه رئاسة المجلس فهل ستساهم هذه الزيارات في حل الأزمة الليبية؟
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي حسام الدين العبدلي: "لا شك أن زيارة محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة تعد زيارة مهمة، تأتي في إطار التعاون المشترك الليبي الروسي، كما إنها جاءت بعد المبادرة الخماسية التي أدلى بها المبعوث الاممي عبدالله باتيلي للأطراف السياسية في ليبيا".
البحث عن الدور الروسي
وتابع في تصريحه لـ"سبوتنيك": "هذه الزيارة جاءت في وقت حساس قبل اتخاذ أي خطوات من الأطراف السياسية في ليبيا".
واعتبر العبدلي وجود روسيا مهما في لملة الأطراف السياسية الليبية، خاصة وأن روسيا لم تكن موجودة في حوارات سابقة مثل الصخيرات وجنيف وتونس، وإن كل من يتواجد في الساحة هم من الدول الغربية.
وأشار قبل حديثه عن الزيارة إلى "تحركات السفير الروسي لدى ليبيا آيدار أغانين الذي وصفه بأنه يتمتع بحنكة سياسية تجعله يتحرك بليونة بين الأطراف السياسية في شرق ليبيا وغربها، وبأنه كان متواجدا في زيارة تكالة والوفد المرافق له في موسكو.
وأكد العبدلي إن انفتاح طرابلس على موسكو سوف يساعد على دعم الاستقرار في ليبيا، ويمنع أي تقسيم سياسي، وهذا ما تمت ملاحظته من محاولات الغرب بالاستحواذ على طرابلس وغرب ليبيا أو محاولاتهم الإظهار بأن طرابلس موالية لهم، ولكنه أكد أن الحقيقة تأتي على عكس ذلك، وذلك لأن الليبيين سوف يدعمون أي دولة تساهم في استقرار بلادهم وخاصة روسيا.
واعتبر أن "ما يظهره تكالة يعد أمرا مختلفا عن ما يظهره خالد المشري، الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة، على الرغم من وجود اختلاف سياسي بين تكالة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي إلا أن عالم السياسة لا يستطيع أحد التكهن بأحداثها، ومن المتوقع أن تكون هناك زيارة لعقيلة صالح إلى تركيا، وهذا حسب معلوماته بان هناك دعوة موجهة من الرئاسة التركية، وتكالة ذهب إلى روسيا وهذا يدل على أن هناك عدة أمور تبشر بالخير".
جهود دولية
وفي هذا السياق قال المحلل السياسي محمد محفوظ لـ"سبوتنيك"، إن هذه الزيارات بدأت بتركيا والولايات المتحدة وروسيا، وبما أن تكالة حديث عهد يجب عليه فتح قنوات تواصل مع هذه الأطراف الدولية الفاعلة في الشأن الليبي.
ويعتقد محفوظ أن "هذه الزيارات قد لا تغير شيئا من قناعات هذه الدول تجاه الأوضاع في ليبيا"، معتبرا أن "تكالة لا يملك أي وسائل ضغط، أو قدرات لإقناع هذه الأطراف الدولية بلعب دور ما أو تغيير رؤية ما".
وأضاف أن "هذه الزيارة لا تنتج أي شيء لأن المسالة معقدة أكثر من ذلك بكثير، ووصف التحركات التي يقوم بها تكالة جاءت على خلاف التحركات التي كان يقوم بها خالد المشري الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة".
وقال محفوظ إن "هناك حالة شكوك محلية ودولية بالتساؤل حول مسألة تحركات تكالة هل تعبر عن وجهة نظر المجلس الأعلى للدولة أم تعبر عن وجهة نظر معينة، أو تعبر عن وجهة نظر حكومة الوحدة الوطنية باعتباره حليفا لها".
واصفا أن "هذه المسألة تضعف من موقف تكالة خاصة عندما يلتقي بالأطراف الدولية، وأن هذا السبب يمكن الاستنتاج من خلاله بأن هذه الزيارات لن تغير شيء بشكل أو بآخر".