هل تنضم إيران لـ"التحالف الإسلامي ضد الإرهاب"... خبيران سعوديان يوضحان التفاصيل

تتجه العلاقات بين إيران والسعودية إلى مرحلة متقدمة وغير مسبوقة، في ترقب لتعاون عسكري بين البلدين، ما يدفع بالعلاقات إلى مستويات عليا.
Sputnik
رغم الحذر والتأني من الطرفين في اتخاذ خطوات أكثر انفتاحا، إلا أن بعض المؤشرات تؤكد التوجه نحو تعزيز العلاقات في قطاعات عدة تجارية وعسكرية.
وقبل يومين استعرض الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي، مع محمد باقري، رئيس الأركان الإيراني، العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال العسكري والدفاعي.
جاء ذلك خلال اتصالٍ هاتفيٍ تلقاه وزير الدفاع السعودي من رئيس الأركان الإيراني، ناقشا فيه عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
السعودية وإيران تدينان هجوم إسرائيل على مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة
يشير خبيران سعوديان إلى أن السعودية لن تمانع توقيع اتفاقيات أو العمل المشترك مع إيران في جميع القطاعات بما فيها الجانب العسكري.
ويرى الخبيران أنه في ظل التوترات الحاصلة والحرب الإسرائيلية على غزة، برهنت إيران عن جديتها في التعاون مع السعودية، واتضح موقفها خلال القمة الإسلامية التي استضافتها المملكة أخيرا بشأن غزة، وأن انضمام إيران للتحالف الإسلامي قد يصبح قريبا.

بناء الثقة

من ناحيته قال وجدي القليطي المحلل السياسي السعودي، إن السعودية تعمل مع إيران على بناء الثقة في ظل مرحلة متوترة، اتصالا بأزمة غزة.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المواقف والتصريحات الإيرانية الأخيرة تشير إلى أن طهران تتجه فعليا نحو تهدئة الأوضاع، والتي انعكست على ملفات اليمن ولبنان وبعض الدول الأخرى.
إيران والسعودية تناشدان المجتمع الدولي بضرورة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة

انضمام إيران للتحالف الإسلامي

ويرى القليطي أن مرحلة متقدمة من توطيد العلاقات يمكن أن تشمل دعوة إيران للانضمام لـ"التحالف الإسلامي"، بالإضافة للتعاون العسكري المحتمل بين الرياض وطهران.

ما التحالف الإسلامي؟

في العام 2015 شكلت 34 دولة إسلامية بقيادة السعودية "تحالفا عسكريا" لمحاربة الإرهاب، واتفقت على تأسيس مركز عمليات مشتركة في الرياض.
جاء تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب "تأكيداً على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره"، وفق البيان.
وتضم منظمة التعاون الإسلامي 57 دولة، شارك منها 34 في التحالف، بينما غابت 23 دولة، كان أبرزها إيران وسوريا والعراق والجزائر وسلطنة عُمان وأفغانستان.
غانتس يزور واشنطن لإجراء محادثات سرية في البيت الأبيض بشأن السعودية وإيران
وأشار القليطي إلى أن موافقة إيران على بيان القمة الإسلامية التي عقدت في السعودية في وقت سابق دون تحفظ، يعد أحد المؤشرات المهمة بشأن جدية التقارب.
وفق القليطي فإن المملكة لديها العديد من المشروعات الكبرى خلال العام المقبل، ما يتطلب الهدوء والاستقرار بعموم المنطقة، في الوقت الذي تعاني فيه إيران من أزمات اقتصادية، تجعلها بحاجة للاستفادة من التطورات الحاصلة في المنطقة.

توثيق العلاقات

في الإطار قال العميد عبد الله العسيري، الخبير السعودي، إن السعودية تعمل في إطار توثيق العلاقات والعمل المشترك، نظرا لأهمية العلاقات في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
ولفت إلى أن المملكة لا تمانع توقيع اتفاقيات تسهم في تطوير العلاقات بين البلدين تجاريا واقتصاديا وقطاعات أخرى.
وفق الخبير العسكري فإن العمل معا يمكن أن يسهم في التنمية والرفاهية في المنطقة، بما ينعكس على الداخل الإيراني، وكذلك دول الجوار.
في وقت سابق، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن اللواء باقري أبدى استعداد القوات المسلحة الإيرانية "للنهوض بالعلاقات العسكرية" مع المملكة العربية السعودية.
وأعرب باقري عن "ارتياحه لتوسيع العلاقات الودية بين إيران والسعودية"، وأشاد بالحكومة السعودية "لاستضافة القمة الطارئة للبلدان الإسلامية، معربا عن جهوزية القوات المسلحة الإيرانية لتمتين العلاقات العسكرية بين البلدين"، وفقا لما نقلته "إرنا".
إيران تعلن الاتفاق مع السعودية على إعادة مباراة "اتحاد جدة" و"سباهان" في وقت لاحق
وفي مارس/ آذار 2023 أصدرت كل من السعودية وإيران والصين، بيانا ثلاثيا مشتركا، أعلنت فيه الدول الثلاث قيام إيران والسعودية بتوقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات بين البلدين، برعاية من الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" ووكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، البيان الثلاثي الذي أكدت فيه كل من إيران والسعودية توقيع اتفاقية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، مؤكدة أنه "من المقرر فتح سفارتي (البلدين) في غضون شهرين، وفتحت في وقت لاحق.
وأشار البيان إلى أن الاتفاق وقّع بعد عدة أيام من المفاوضات بين رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ونظيره السعودي في بكين.
مناقشة