وقال الدكتور إيل بينكو، وهو ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي وخبير في الاستخبارات والسايبر والأمن القومي، إن "الحوثيين يملكون ذراعًا بحريًا متطورًا، يتضمن قدرات كوماندوز بحرية، وطائرات دون طيار، وسفن "انتحارية" مسيّرة، ومجموعة من الصواريخ الساحلية يصل مداها إلى 300 كيلومتر مصنوعة في إيران".
وأضاف: "تم تطوير الذراع البحرية بمساعدة إيران التي قدمت وسائل الحرب والتمويل، وفي الوقت نفسه "حزب الله" الذي أنشأ سبع قواعد على طول الساحل وقام بتدريب قوات كوماندوز تابعة للحوثيين".
وتابع: "يتمتع الذراع البحري للحوثيين بنشاط عملياتي واسع النطاق، وفي العقد الماضي نفذ هجمات ضد السفن الحربية لمصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحتى ضد البحرية الأمريكية. وتقع القواعد البحرية للحوثيين في منطقة تعرف بـ"النقطة الخانقة"، وهي منطقة يتم فيها تنفيذ جزء كبير من عمليات النقل البحري، والتي قد يؤثر تعطيلها على الاقتصاد العالمي".
ولفت إلى أن نحو 12 في المئة من التجارة البحرية بين أوروبا وآسيا تمر عبر مضيق باب المندب، وسيكون لإغلاقهما تأثير على الاقتصاد العالمي، وسيضر بسلسلة التوريد العالمية، ويتسبب في ارتفاع أسعار التأمين والنقل البحري، ونتيجة لذلك ارتفاع أسعار السلع المختلفة. وتقدر تكلفة عرقلة المضيق للاقتصاد العالمي بـ 9.6 مليار دولار يوميا.
وقال الضابط الإسرائيلي السابق: "يدرك الإيرانيون أهمية إغلاق البحر الأحمر، واستخدام الحوثيين لعرقلة التجارة البحرية في المنطقة هو إشارة إلى دولة إسرائيل والولايات المتحدة، أنه من خلال المنظمات التابعة لها، يمكنها فرض حصار على إسرائيل وإلحاق أضرار جسيمة باقتصادها وأمنها من الجنوب أيضاً. ويقدر حجم التجارة الإسرائيلية التي تمر عبر باب المندب بعشرات الملايين من الدولارات سنويا".
واعتبر أن تحويل شركة الملاحة الإسرائيلية "زيم" طرق إبحارها من وإلى آسيا، ودوران سفنها حول أفريقيا لهذا الغرض "يعني أنه تم تمديد مسارات الإبحار لمدة 30 إلى 50 يومًا، الأمر الذي سيؤثر بشكل كبير على أسعار المنتجات في إسرائيل ومواعيد تسليمها، ما يمثل ضربة مباشرة للاقتصاد الإسرائيلي".
وختم بالقول: "إذا واصل الحوثيون عملياتهم الهجومية في البحر الأحمر، فمن المرجح أن نشهد مشاركة عسكرية هجومية متزايدة في المنطقة من قبل الولايات المتحدة وربما سفن أخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي، والمملكة العربية السعودية ومصر، لأن التهديد الذي يواجه طريق التجارة في البحر الأحمر يمثل بالنسبة لهم تهديدًا اقتصاديًا وأمنيًا لا يطاق".
وأمس الأحد، أعلنت "أنصار الله" استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، هما السفينة "يونتي إكسبلورر"، والسفينة "نمبر ناين"، بصاروخ بحري وطائرة مسيرة، بعد رفض السفينتين رسائل تحذيرية وجهتها القوات البحرية للجماعة.
وتوعدت جماعة "أنصار الله" باستمرار منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، حتى تتوقف عمليات الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأعلنت جماعة "أنصار الله"، يوم 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن "جالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنًا مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن زعيم "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، أن جماعته ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسنادًا لـ"فصائل المقاومة الفلسطينية" في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، حال تدخل أمريكا عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.