وأضاف الحراسيس، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "المقاومة الفلسطينية استطاعت تركيع الكيان الإسرائيلي ومن خلفه من دول الغرب، في مشهد واضح من الإرادة والتصميم والصمود والتضحية، لا سيما في ظل السردية التاريخية لحقيقة الصراع العربي مع الكيان الغاصب، ومواقف الدول الغربية على طول الطريق".
وأوضح أن "هذه المواقف كانت منذ 75 عاما داعمة ومدافعة عن الكيان الإسرائيلي، الذي انتهك جميع القرارات الدولية، لا سيما في ظل ازدواجية المعايير المتبعة من قبلهم، وغض النظر عن المجازر والجرائم والتطهير العرقي والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني".
واعتبر البرلماني الأردني أن "صلابة موقف الأردن مع مصر، أفشلت المشروع الصهيوني الذي يحاول تصفية القضية الفلسطينية، على حساب عمّان والقاهرة، تجاه مشروع التهجير"، مؤكدًا أن "الموقف العام في الأردن، متجانس بين الدولة والشعب في دعم المقاومة الفلسطينية على كافة الصعد الإقليمية والدولية".
أما على الجانب الآخر للمقاربة السياسية والاستراتيجية للأردن، يعتقد ضرار الحراسيس، أن "الذهاب إلى التفكير في التحالفات التقليدية والتي لم تعد تشكل أُس جوهر المصالح المشتركة، وهو ما ينعكس على حلفاء الغرب وأمريكا من الدول العربية والإسلامية، فما يشهده العالم من تقلبات في الموازين الدولية وصعود دول إقليمية وعالمية، لتشكيل عالم جديد منظوره ليس وفق قاعدة القطب الأوحد، وهذا ما يمكن الاستدلال عليه في العشرية الأخيرة من تمدد جيوسياسي روسي وثيق وتوسع اقتصادي صيني سلس، في ظل التراجع الغربي سياسيا واقتصاديا، وحتى عسكريا في العالم والمنطقة على وجه الخصوص".
وأوضح الحراسيس أن "هذه المقاربات المحلية على مستوى غزة والأردن، وعلى المستوى الإقليمي والدولي وترابطها بشكل مباشر مع بعضها البعض، لقراءة المشهد السياسي برمته تمثل الصورة الصحيحة للمسارات الاستراتيجية الواجب الذهاب بها لآفاق سياسية وطنية مفاعيلها انتصار غزة، ولا شيء غير ذلك".
ويرى أن ذلك "يتطلب مراجعة هذه التحالفات الاستراتيجية، والتي ثَبُتَ عكسها في الدعم غير المحدود للكيان والغطاء غير الأخلاقي في ذلك، وإعادة خدمة العلم وتسليح الأردنيين، وإعادة فتح مكتب حماس السياسي، كإيمان تام تجاه وحدة المصير تجاه العدو الغاصب يشكل أولوية وطنية سياسية وليس خيار أسياسيا"، بحسب قوله.