وصرحت "منظمة العفو الدولية" اليوم الخميس، أن "تحقيقًا في الضربتين الإسرائيليتين على مجموعة تضم سبعة صحفيين في جنوب لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول يكشف أن الهجوم الذي أودى بحياة الصحفي عصام عبد الله، الذي كان يعمل في وكالة "رويترز" وأصاب ستة أشخاص آخرين بجروح، يرجّح أن يكون هجومًا مباشرًا على مدنيين يجب التحقيق فيه كجريمة حرب".
وقالت "هيومن رايتس واتش": "الضربتان الإسرائيليتان على مجموعة من الصحفيين اللبنانيين، والأمريكيين، والعراقيين في جنوب لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هما هجوم متعمّد مفترض ضد مدنيِّين، أي جريمة حرب، وتشير الأدلة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعلم، أو ينبغي له أن يعلم، أن مجموعة الأشخاص الذين أطلق النار عليهم كانوا مدنيين".
وشددت المنظمة أنه "على حلفاء إسرائيل الرئيسيين الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وألمانيا تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لإسرائيل نظرا لخطر استخدامها في ارتكاب انتهاكات جسيمة".
وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "منظمة العفو الدولية" آيه مجذوب، لـ"سبوتنيك": "التحقيق الذي أجريناه على مدى شهرين ومن خلال كل المقابلات التي أجريناها وتحليل أكثر من 100 مقطع فيديو وصورة وصوت، استنتجنا أن الضربتين الإسرائيليتين على مجموعة من الصحفيين في علما الشعب، أودت بحياة الصحفي عصام عبد الله، من المرجح أن تكون ضربة مباشرة على المدنيين ويجب أن يتم التحقيق فيها على أنها جريمة حرب".
وقال المصور في قناة "الجزيرة" إيلي برخيا الذي جرح بالاستهداف "نعلم ما حدث معنا، ولا شبهة علينا نعلم أين كنا نقف والإسرائيليين من المفترض أنهم يعلمون أننا صحفيين، لأننا كنا نتواجد في المكان من ساعة ونصف قبل الاستهداف واتخذنا كافة الإجراءات التي تشير إلى أننا صحفيين، وبالقوانين الدولية نحنا محميين ولكن عندما تفلت من العقاب عدة مرات ستعيد ما اقترفته".
وبدورها قالت الصحفية كارمن جوخدار التي أصيبت بالاستهداف: "اليوم إعلان المنظمات الدولية عن خلاصات التحقيقات التي قامت بها في الفترة الماضية وإثبات هذه التحقيقات بما لا لبس فيه أن إسرائيل هي من قامت بالاعتداء علينا كصحفيين في 13 أكتوبر في جنوب لبنان، هو يشكل المدماك الأساس في المرحلة المقبلة للسير بالمسارات القضائية والقانونية، ونحن نعرف أن إسرائيل لديها سمة ملتصقة بها هي الإفلات من العقاب ونحن في الجزيرة شهدنا اغتيالا لزميلتنا شيرين أبو عاقلة وشهدنا فصلا من فصول الإفلات من العقاب".
وتابعت "اليوم نوثق ما يجري نسير بالأطر القانونية والقضائية لعل نصل إلى عدالة منقوصة لأن العدالة الكاملة ألا نخسر كل هؤلاء الزملاء المدنيين، بالأمس كان هناك استهداف لعائلة زميلنا مؤمن الشراقي في غزة واستشهد 22 شخصا من عائلته ونتحدث اليوم عن خلاصات تحقيق، وهذا يعني أن إسرائيل تقوم بالإفلات من العقاب وتمارس هذه الانتهاكات وترتكب جرائم ولكن ما من رادع لها، يجب أن يتوقف مسلسل الاغتيالات، خسارة كل زميل وصحافي هو خسارة شاهد على الحقيقة وشاهد على ما يجري في غزة، وهذا مهم جدا لأن التوثيق في هذه المرحلة هو كل ما نستطيع القيام به لعلنا نصل يوما إلى محاسبة كل المرتكبين للجرائم".