وقال المصري في حديثه لوكالة "سبوتنيك": "عندما بدأت الهجمات على المستشفيات، واصل مستشفى "الإندونيسي" العمل، تم إحضار عدد كبير من الجرحى إلينا".
وتابع: "كان الكثير من الناس يأملون في العثور على الأمان داخل أسوار المستشفى أو بالقرب منها، وفي اليوم السابق للهدنة، وصل الجيش الإسرائيلي وأمر جميع النازحين الفلسطينيين بالإخلاء، وعندما كان الناس يغادرون، فُتحت النار عليهم عند المدخل مباشرة".
وأضاف المصري: "بعد ذلك تم استجواب جميع الأطباء والطاقم الطبي، وسألوا عن "حماس"، في حال كنا نعالج أحداً، كنا تحت الضغط باستمرار، ونتيجة لذلك، احتجزونا لمدة يومين ثم أطلقوا سراحنا".
وتابع: "منذ بداية الحرب، كان معظم مرضانا من الأطفال دون سن 16 عامًا والنساء، وتم نقل المصابون بجروح خطيرة وخطيرة للغاية إلى المستشفى. كانوا بحاجة إلى عمليات. ولكن كيف نفعل ذلك إذا لم تنجح الأشعة السينية ولم يكن هناك تخدير بالمضادات الحيوية؟ في الأساس تم تأجيل كل شيء حتى أوقات أفضل، تم إجراء العمليات الجراحية للحالات الأكثر إلحاحًا دون أدوات تخدير".
وأضاف: "كان الأمر صعبًا مع الأطفال حديثي الولادة، عادة يتم وضع كل طفل في حاضنة منفصلة، لكن الجيش الإسرائيلي، عندما استولى على المستشفى، حطم الحاضنات. بدأنا بتجميع 2-3 أطفال معًا في حاضنة واحدة. وبعد ذلك تم طردنا من المستشفى، وبقي جميع المرضى على ضمير الجيش الإسرائيلي. مات نصفهم".
وتجدد القتال بين حركة حماس وإسرائيل، منذ صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر الجاري، بعد انتهاء الهدنة التي توصل إليها الطرفان بوساطة قطرية مصرية أمريكية وامتدت بالمجمل، لـ 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة.
وكانت حركة حماس، قد أعلنت فجر السبت 7 أكتوبر الماضي، بدء عملية"طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن سقوط أكثر من 17 ألف قتيل (أغلبهم من الأطفال والنساء) وإصابة أكثر من 46 ألفا آخرين، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 260 فلسطينيا وإصابة أكثر من 3000.