وأعرب الجيش السوداني، في بيان له، عن "أسفه لهذا الحادث الذي وقع نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها"، مؤكدا التزامه القاطع بالتعاون مع جميع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، ومشددا على ضرورة التقيد بأي ترتيبات مسبقة يجري الاتفاق حولها لتفادي كل ما من شأنه أن يعرض حياة المعنيين للخطر.
من جهتها، أدانت قوات الدعم السريع، ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي الذي نفذته ميليشيا البرهان وكتائب المؤتمر الوطني المتطرفة، بإطلاق النار على وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ما أسفر عن قتلى وجرحى، حالة اثنين منهم خطرة من بينهم 2 من السيدات من جنسيات أجنبية.
وأكدت الدعم السريع على "احترام مبادى حقوق الإنسان والالتزام المستمر والصارم بقواعد القانون الدولي الإنساني، ودعت في الوقت ذاته جميع المنظمات الدولية إلى إدانة تصرفات القوات المسلحة التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب".
وشهدت أحياء الخرطوم وأم درمان، في وقت سابق اليوم، معارك جديدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات "الدعم السريع".
وقصفت المقاتلات الحربية التابعة للجيش السوداني، مواقع تابعة لـ"الدعم السريع" في أحياء الأزهري والإنقاذ والامتداد حول المدينة الرياضية، وأرض المعسكرات جنوب العاصمة، وسوبا جنوب شرق الخرطوم.
كما شن الجيش قصفا مدفعيا مكثفا من منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال مدينة أم درمان باتجاه تمركزات لـ"قوات الدعم السريع" في أحياء جنوب وغرب المدينة، فيما استهدف قصف مدفعي للجيش كذلك أحياء الرياض والمعمورة، التي تنتشر فيها قوات الدعم السريع شرق الخرطوم.
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.
وتستمر المفاوضات بين وفد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، عبر مسهلين لها من دول السعودية وأمريكا ومنظمة إيغاد الأفريقية في مدينة جدة، منذ يوم الأحد الماضي، وذلك عقب تجاوز خلافات بين وفدي القوتين حول اعتراض قوات الدعم السريع على السفير عمر صديق، ممثل وزارة الخارجية السودانية، أن يكون ضمن وفد الجيش السوداني المفاوض.