العملية العسكرية الروسية الخاصة

باحث: الملف الأوكراني دخل مرحلة جديدة وروسيا تمسك بزمام الأمور

رأى الباحث في الشأن الروسي، الدكتور على شكر، أن الملف الأوكراني دخل مرحلة لم يتوقعها الغرب، على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، إذ توقع في بداية الحرب أن استنزاف روسيا سيكون سريعا والحرب لن تطول، إلا أنه فشل في تحجيم دور روسيا الجيوبوليتيكي وإضعافها سياسيا واقتصاديا.
Sputnik
وفي حديث لـ"سبوتنيك"، أشار الباحث شكر إلى أن روسيا استفادت من الحرب بشكل ذكي واستراتيجي، وأمسكت بزمام الأمور على الصعيد العسكري، ودرست كل خطوة نفذتها ضد نظام كييف، ما خلق نوعا من الإرباك لدى الغرب الذي بدأت تظهر عليه معالم الكلل من دعم زيلينسكي.

ولفت الباحث أن الإدارة الأمريكية باتت أمام مأزق بعد عدم تجاوب الكونغرس مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن إرسال المساعدات إلى نظام كييف، مشيرًا إلى أن التغيرات الحاصلة في الميادين السياسية الأوكرانية سببها عجز واشنطن عن التفوق على روسيا، فضلا عن ملفات داخلية أمريكية أخرى.

وأضاف أن بايدن عاجز عن إدارة المعركة، وأن هناك حاجة ملحة في البيت الأبيض لإعادة ترتيب الأوراق بطرق مختلفة قبل الانتخابات الرئاسية (أواخر العام 2024)، وتحسين الصورة الأمريكية أمام العالم، بعد دعم واشنطن إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة الفلسطيني.

وأكد الباحث أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير الأمور السياسية في أوكرانيا، والبيت الأبيض هو من يختار الرئيس المقبل لنظام كييف ويدير العملية الانتخابية، مشيرًا إلى أن زيلينسكي لا يملك سلطة على الأوضاع الداخلية لأوكرانيا، وأن على العالم انتظار رد فعل الشارع الأوكراني ضد رئيسهم الذي قاد البلاد إلى حرب شعواء ضد روسيا.

الدفاع الروسية: أوكرانيا تستعد لتنفيذ استفزاز مناهض لروسيا
وعن أي مفاوضات محتملة، أكد الباحث أنها ستكون رهن مجريات الميدان، فإذا استمرت الحالة العسكرية على ما هي عليه الآن، واستشعر الأمريكيون أنهم لن يستطيعون إدارة الأوضاع الانتخابية، سيتجهون حتما للمفاوضات، بغية كسب المراحل المقبلة.
ودخلت العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 فبراير/ شباط 2022، شتاءها الثاني، وتهدف إلى حماية سكان دونباس الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من قبل نظام كييف لسنوات.

وأفشلت القوات الروسية "الهجوم المضاد" الأوكراني، على الرغم من الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف "الناتو" وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف.

ودمرت القوات الروسية خلال العملية الكثير من المعدات التي راهن الغرب عليها، على رأسها، دبابات "ليوبارد 2" الألمانية، والكثير من المدرعات الأمريكية والبريطانية، بالإضافة إلى دبابات وآليات كثيرة قدمتها دول في حلف "الناتو"، والتي كان مصيرها التدمير على وقع الضربات الروسية.
وبعد أكثر من عام على بدء العملية، ظهرت الكثير من الأصوات لدى الغرب، تنادي بضرورة إيقاف دعم نظام كييف، الذي سرق الأموال، وزج بجنوده في معركة كان يعلم من البداية أنها فاشلة، على خلفية وعود قدمتها بريطانيا وأمريكا.
مناقشة