وقال النايل، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، إن وضع البعثات الدبلوماسية الدولية على قائمة الأهداف أو الاستهداف من قبل الفصائل المسلحة في العراق، يزيح الستار عن أن هناك نوع من التعامل المزدوج للحكومة والأجهزة الأمنية والقرارات القضائية، لأن الجهات التي استهدفت هذه البعثات معلومة للجميع وأعلنت رسميا مسؤوليتها عن تلك العمليات.
وتابع عضو الميثاق الوطني أن البعثات الدبلوماسية لها خصوصيتها التي تختلف بشكل كبير عن القواعد العسكرية، وعدم ملاحقة مرتكبي تلك الأعمال ضد البعثات، قد يؤشر إلى أن الحكومة خاضعة لتلك الفصائل والميليشيات وأنها ضعيفة أمام عملية تنفيذ القانون، وفي كل الحالات أصبحت حكومة السوداني اليوم في وضع حرج أمام المطالب الغربية وأمريكا.
وأشار النايل إلى أن هناك معلومات تتحدث عن تهديد بعض البعثات الدبلوماسية الغربية بالانسحاب من بغداد، اعتراضا على ما يحدث، وهذا ما جعل السوداني اليوم في مأزق حقيقي، لاسيما وأن الرد الأمريكي هو الآخر لم يكترث لحكومة السوداني، ولم يُعلمها بتنفيذ عملية عسكرية سواء في جرف الصخر أو قصف معسكر الدبس في كركوك، والذي أدى إلى مقتل عدد من جنود تلك الجماعات المسلحة، وهو انتهاك واضح للسيادة العراقية مع أنه رسالة أخرى "إذا لم تتحركوا سنتحرك نحن".
وأوضح عضو الميثاق الوطني أن "الرد الأمريكي منفردًا على استهداف سفارته في بغداد، يعود بنا إلى الإجراء الذي اتخذه الجيش الأمريكي في قاعدة عين الأسد، بعدم تبادل المعلومات مع الجانب العراقي، والذي سيدفع أمريكا بعد قصف سفارتها إلى الضغط اقتصاديا على بغداد، لأن الدينار العراقي والمردودات المالية بالدولار من بيع النفط تحت تصرف الرئيس الأمريكي والبنك الفدرالي، ما سيسهم بالضغط الواسع على حكومة السوداني أيضا من اتجاه آخر".
وتوقع النايل أن تتأزم الأمور في العراق أكثر مطلع العام المقبل، وسوف تعمل أمريكا على تنفيذ عدد من عمليات الاغتيال ضد قادة بعض تلك الميليشيات، وستقلص النفوذ الاقتصادي الإيراني في العراق وتستبدله بالهند وتركيا، ومن المتوقع أن تنسحب البعثات الدبلوماسية الغربية نحو أربيل، إلا إذا أقدمت حكومة السوداني على اعتقال تلك الجماعات المسلحة التي حددت منطقة العمليات الخاصة بها في معسكرات جرف الصخر، وعلى السوداني السيطرة على تلك المناطق وإدارتها إذا ما أراد أن يخفف الضغوط الأمريكية على حكومته، وبالتالي نحن أمام تصعيد خطير في العراق.
وأعلن هشام الركابي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، السبت الماضي، عزم الحكومة العراقية اتخاذ إجراءات أمنية جديدة لحماية البعثات الدبلوماسية ومقار التحالف الدولي في البلاد، وذلك بعد يوم واحد من قصف صاروخي استهدف السفارة الأمريكية، داخل المنطقة الخضراء وسط بغداد.
وقال الركابي، في تصريح سابق لـ"سبوتنيك"، إن "الحكومة العراقية ملتزمة بحماية البعثات الدبلوماسية ومقار التحالف الدولي في البلاد، وهناك إجراءات ستُتخذ في هذا الشأن، جزء منها سيكون استخباريًا وجزء آخر سيكون أمنيًا يطبق في الميدان، وسنشاهد عمليات متابعة وملاحقة واعتقال لكل من يثبت تورطه في هذه الأفعال من أي جهة كان".
وأضاف أن "الحكومة العراقية ماضية أيضا في ملاحقة كل من يحاول استهداف مقار البعثات الدبلوماسية والتحالف الدولي، وكل الإجراءات مفتوحة ضد المسؤولين عن هذه الهجمات، وهم كما وصفهم البيان الحكومي بجماعات إرهابية تحاول التأثير على سمعة العراق وعلاقاته الدولية".
يشار إلى أن وسائل إعلام عراقية أعلنت، الجمعه الماضية، عن تعرض مقر السفارة الأمريكية الواقع داخل المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية بغداد، إلى قصف بصواريخ عدة.
وقال مصدر أمني عراقي لوكالة "سبوتنيك"، إن الصواريخ التي استهدفت السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء المحصنة، وسط العاصمة بغداد، فجر الجمعة، سقطت في محيط السفارة دون وقوع خسائر بشرية.
يذكر أن القواعد الأمريكية في العراق تتعرض منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل شبه يومي من قبل "المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تضم فصائل مسلحة عدة، على خلفية دعم الإدارة الأمريكية للعمليات الإسرائيلية في القطاع.
وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الشهر الماضي، أن "القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لـ66 هجومًا، منذ 17 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى إصابة 62 شخصصا".