رفح - سبوتنيك. وتحدثت إحدى أفراد عائلة مكونة من 6 أفراد من حاملي الجنسية الفلسطينية الكندية لوكالة "سبوتنيك"، وقالت إن ابنتها تحمل الجنسية، ما مكنهم من تقديم طلب للسفارة الكندية حتى يمكنهم العبور، وبالفعل تمكنت سفارتهم بدورها من تسهيل الإجراءات والأوراق المطلوبة، مستطردة: "انتظرنا أسبوعين حتى نتمكن من العبور".
ونوهت بأنهم اضطروا لترك عائلتهم، وخلفوا ورائهم الكثيرين، على رأسهم الأب والأم والخال، بالإضافة إلى عدد من الأطفال، مبينة أنها "ستقضي يومين بالقاهرة في أي فندق، ومن بعدها سنتوجه إلى كندا".
وأشارت السيدة الفلسطينية إلى أن الأوضاع في قطاع غزة، "مُدمرة"، مع انعدام الطعام والشراب، كما أنه لا تصل المساعدات الإنسانية إلى كل الأماكن ولا يمكنها تلبية الاحتياجات كافة.
ومن جانبها، قالت شابة فلسطينية تحمل الجنسية الألمانية، رفضت ذكر اسمها، إن "المساعدات التي تدخل عبر منفذ رفح لا تصل إلا لبعض المدارس الخاصة باستقبال اللاجئين"، موضحة: "نحن نسكن في خيام ممتدة على خطوط مستقيمة، ومصنوعة من مادة البلاستيك، مما يعرض ساكنيها للبرد القارص في هذا الشتاء على الرغم من تقديم مساعدات مُمثلة على هيئة أغطية".
ونوهت بأن "هناك العديد ممن ماتوا جوعا لعدم وجود طعام في فلسطين، وإذا تواجد يكون بأسعار جنونية".
وأكدت أن هناك من "لا يخرج بسبب عدم مقدرته على اصطحاب أطفاله معه"، متابعة: "زوجي خرج معنا، لكن توفى أخوه وابنه".
ومن جانبها، قالت السيدة المصرية، سعاد أحمد، والتي تقترب من عقدها الخامس، وكانت تعيش في فلسطين لمدة عامين، إنها تركت وراءها عائلتها وأهلها، بعدما نزحوا إثر القصف الذي استهدف منزل أبنائها، لافتة إلى أنها ظلت شهرًا تنتظر عند باب المعبر دون طعام.
وروت أن المنزل تهدم على رؤوس أبنائها واضطروا للنزوح، بعدما تمكنوا من إخراجهم من تحت الأنقاض، وقدمت طلبات للعبور من اليوم الأول، ولكن الإجراءات تأخرت.
وبدورها، قالت الشابة الفلسطينية والتي تحمل الجنسية الإيطالية، إنها خرجت مع أختها، وتركت أمها وأبيها وأخواتها، لأنهم رفضوا الخروج، موضحة أنهم "تحت رحمة القوائم".
وبينت أنه "لا يوجد طعام، وكانت تعيش فقط على التمور، ومؤخرًا قدموا لهم الكعك والمياه"، منوهة بأن الإجراءات استغرقت شهرًا لحين التمكن من الخروج إلى الأراضي المصرية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تسيطر على القطاع بدء عملية "طوفان الأقصى" حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1400 إسرائيليا غالبيتهم من المستوطنين علاوة على أسر مئات آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت سبعة أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أميركية تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة عن سقوط نحو 18 ألف قتيل أغلبهم من الأطفال والنساء ونحو 50 ألف مصاب.