خبير يوضح لـ"سبوتنيك" أسباب تأخر رد واشنطن على استهداف قواتها وسفارتها في العراق

أكد الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، أن موقف واشنطن من الهجمات التي تستهدف قواعدها في سوريا والعراق وسفارتها في بغداد والملاحة في البحر الأحمر، "مستغرب" من جانب المجتمع الدولي.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إنه لا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية في موقف يستغرب له المجتمع الدولي، لماذا لا يتم الرد على الهجمات المتواصلة التي تجاوزت 160 هجومًا على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، ومن جانب "أنصار الله"، واستهداف المدمرة الأمريكية في البحر الأحمر وإسرائيل بالصواريخ الباليستية والمسيرات، وإن لم تنُل منها تلك الصواريخ وسقطت بجوارها.
وأشار شرقاوي إلى أن الموقف الأمريكي مستغرَب تمامًا، وهنا يمكن استنتاج أن واشنطن قد لا تريد أن تكون هناك ردودًا من جانبها على إيران وذراعها العسكرية في المنطقة ومن بينهم "أنصار الل"ه في اليمن و"حزب الله" في لبنان أو قوات الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس، أو ما يقوم به "الحشد الشعبي العراقي" من استهداف للقوات والقواعد العسكرية التي تتواجد فيها القوات العراقية والأمريكية داخل العراق.
فصائل عراقية تستهدف قاعدة أمريكية في مطار أربيل بطائرة مسيرة.. فيديو
وتابع: "أعتقد أن هناك قوة تسمى (ctf153) تتبع القوات الخاصة في البحرية الأمريكية، وتشارك فيها 38 دولة من بينها مصر والسعودية والإمارات، هذه القوة تستطيع التدخل ولكن عندما يكون هناك تهديد للملاحة وإغلاق لمضيق باب المندب، وبعد استهداف السفن التي تتجه إلى إسرائيل، أعتقد أن تلك القوة لم تتخذ إجراءات ضد ما يجري ويستهدف القوات الأمريكية إلى الآن، لعدم إثارة الموقف بالنسبة لإيران، حيث ترغب واشنطن في أن تظل إيران بعيدة عن الصراع في المنطقة بشكل مباشر.
يرى شرقاوي أن هناك صفقة تم توقيعها، الشهر الماضي، بين أمريكا وبكين، عندما زار وزير الخارجية الصيني واشنطن لمدة ثلاثة أيام، بأن تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم الدعم المباشر لتايوان مقابل تعهدات من بكين بعدم اجتياح تايوان في هذا التوقيت، علاوة على قيام الصين باحتواء إيران وعدم تحركها المباشر وتنفيذ وعودها للمقاومة، وهو ما يمكن رؤيته بسهولة نتيجة لعدم تدخل إيران وحزب الله بجدية في الدفاع عن غزة.
رئيس وزراء العراق يحذر أمريكا من الرد المباشر على الاعتداءات دون موافقة الحكومة
ويعتقد خبير العلاقات الدولية أن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية الدائرة الآن في قطاع غزة الفلسطيني، لأن هناك الكثير من الحسابات، كما أن واشنطن لا ترغب أن تدخل مباشرة في صراع الآن ولا أن توسع الصراع الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية وأن يظل صراعا إقليميا، ولكن هل يحدث شيء بعد استهداف ناقلة النفط التي ترفع العلم النرويجي من قبل "أنصار الله"، يشير شرقاوي إلى أن تداعيات تلك العملية على دولة ذات سيادة مثل النرويج، يستوجب تدخل القوة الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية (ctf153) والتي من مهامها حماية الملاحة في البحر الأحمر.
وأوضح شرقاوي أن الأيام المقبلة يمكن أن نرى بعض التحركات لمنع استهداف السفن في البحر الأحمر، ويمكن ضرب بعض الأهداف البحرية للحوثي، خاصة وأنهم أعلنوا في السابق عن السماح بحرّية الملاحة إلا ما يتعلق بالسفن التي تحمل بضائع إلى إسرائيل، وهناك تقارير تقول إن ميناء إيلات الإسرائيلي توقف بنسبة 85 في المئة، نظرًا لأن العديد من السفن رفضت الدخول إلى المنطقة حتى لا تتعرض لهجمات الحوثيين (أنصار الله).
القوات الأمريكية في العراق وسوريا تتعرض للهجوم 66 مرة منذ 17 أكتوبر
واختتم بقوله: "ما يمكن أن يحدث خلال الفترة القادمة هو تدخل من جانب القوة الدولية 153 ctf وليس من جانب القوات الأمريكية التي لا ترغب في الدخول في صدام مباشر مع إيران في تلك المرحلة، حيث يعمل الرئيس الأمريكي جو بايدن على ألا يكون هناك صدام مباشر مع إيران في ظل كم كبير من الاستفزازات من جانب إيران وأذرعها العسكرية، لذا إن الـ ctf 153 يمكن أن تضطلع بمهمة حماية الملاحة في البحر الأحمر نيابة عن القوات الأمريكية".
يذكر أن القواعد الأمريكية في العراق، تتعرض منذ بداية الحرب على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل شبه يومي، من قبل "المقاومة الإسلامية في العراق"، والتي تضم فصائل مسلحة عدة، على خلفية دعم الإدارة الأمريكية للعمليات الإسرائيلية في القطاع.
وبدورها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الشهر الماضي، أن "القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لـ 66 هجومًا، منذ 17 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى إصابة 62 شخصًا".
مناقشة