وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "جذور الأزمة قد تعود إلى اكتشاف الخرطوم أن أبو ظبي تلعب دورا سلبيا تجاه الأزمة السودانية الحاصلة الآن على استحياء، أي أنها كانت تجتهد لإيصال دعمها للطرف المعني "الدعم السريع" حتى لا يعرف الطرف الآخر على الأقل حجم الدعم، لكن بعد طرد الدبلوماسيين من البلدين بكل تأكيد ستدخل الإمارات طرف في الأزمة بوضوح وسوف يتضاعف الدعم، وهذا قد يؤثر في سير المعركة وإطالة أمد الحرب".
وطالب مصطفى "بضرورة سرعة تحرك الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، لإيقاف هذا النزيف الدبلوماسي الذي حتما سيؤثر في الوضع الإنساني بالسودان".
وشدد رئيس الحركة الشعبية على "ضرورة ابتعاد أو أن تنأى كل دول الجامعة العربية بنفسها عن لعب أدوار سالبة في الأزمة السودانية، وبالمقابل تتحرك مع الاتحاد الأفريقي و"إيقاد" بالسرعة المطلوبة لوقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات جادة، ليس لإنهاء الحرب فحسب، بل لتحقيق السلام العادل والشامل والسلطة المدنية الديمقراطية".
واستدعت وزارة الخارجية السودانية، يوم الأحد الماضي، القائم بالأعمال بالإنابة للسفارة الإماراتية في الخرطوم، بدرية الشحي.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، بأنه تم "إبلاغ السفيرة الإماراتية بقرار حكومة السودان بإعلان 15 شخصا من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصا غير مرغوب فيهم وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة"، مشيرة إلى أن الوزارة طلبت من المذكورة نقل هذا القرار لحكومتها.
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وبين قوات الدعم السريع، منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من 5 ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.
وتستمر المفاوضات بين وفد القوات المسلحة السودانية و"قوات الدعم السريع" عبر مسهلين لها من دول السعودية، وأمريكا، ومنظمة "إيقاد" الأفريقية في مدينة جدة، منذ يوم الأحد الماضي، وذلك عقب تجاوز خلافات بين وفدي القوتين حول اعتراض "قوات الدعم السريع" على السفير عمر صديق، ممثل وزارة الخارجية السودانية، أن يكون ضمن وفد الجيش السوداني المفاوض.