وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "لا شك أن لتصريحات القوات المسلحة اليمنية التابعة لـ"أنصار الله" باستهداف السفن المبحرة عبر البحر الأحمر باتجاه الكيان الصهيوني له مردوداته الإيجابية وتداعياته على مسار الهجمات البربرية الصهيونية التي تستهدف أهلنا في غزة وفي كل فلسطين".
وأضاف السعدي: "القرار بحد ذاته يعد إعلان لتوسيع نطاق الحرب لتصبح اليمن جزءا من تلك الحرب، كما أن القرار سيكون له أثره الكبير على الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لما تحمله هذه الممرات من أهمية لحركة التجارة الدولية".
وتابع القيادي في الحراك السلمي: "قرار القوات المسلحة اليمنية لأنصار الله استهداف السفن المتجهة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب والمتجهة إلى كيان الاحتلال الصهيوني لا يؤثر في الساحة الدولية فقط، ولكنه يرسي قواعد حرب جديدة يجب أن تؤخذ في الحسبان في حسابات التحركات العسكرية اليوم وغدا، فباب المندب الذي كان آخر إغلاق له أثناء الحرب العربية الصهيونية عام 73م، يعود اليوم ليصبح سلاحا فاعلا بيد العرب رغم كل محاولات الصهيونية العالمية من خلال وكلائها في المنطقة تحييد هذا السلاح وأبطال فاعليته بل وتوظيفه في كثير من المعارك ضد دول المنطقة.
وأشار السعدي إلى أن "للتدخل اليمني وإعلان أنصار الله ردود إيجابية على سير خط العدوان الصهيوني على غزة، فقد كسر اليمنيون بموقف أنصار الله خطة العدو الصهيوني في الاستفراد بغزة وإبادتها، كما أن منع وصول السفن إلى الكيان الصهيوني سيكون له تأثير على استمرار أمد الهجوم على غزة، وسيساهم في تقصير أمد ذلك العدوان وهذا ما تؤكده تصريحات الصهاينة أينما وجدوا وسيطروا على القرار السياسي والعسكري سواء في واشنطن أو باريس أو لندن أو تل أبيب أو غيرها، والتي عبرت عنها في أكثر من مناسبة وأشارت إلى خطورتها".
وأوضح القيادي في الحراك أن "المختلفين مع أنصار الله والمتوجسين من حماس ومن محور المقاومة بشكل عام، قد ينظرون إلى خطوات صنعاء في البحر الأحمر من منظور الحسابات العملياتية العسكرية التي تقوم على كم القتل والأسر وغيرها، يذهبون للتقليل من فاعلية تلك الخطوات".
واختتم السعدي بالقول: "من وجهة نظرنا نرى أن تلك الحسابات والمواقف والنظرات السلبية لما تقوم به المقاومة في غزة، تحتاج إلى المراجعة من قبل المختلفين مع حماس، انطلاقا من ضرورة دراسة كافة جوانب المعركة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لتقييم أهمية خطوات وقرارات الجيش اليمني في البحر الأحمر وباب المندب، وكذلك تقييم كل التحركات العربية في لبنان وسوريا والعراق وغيرها".
وأعلنت القوات المسلحة التابعة لجماعة "أنصار الله" في اليمن، اليوم الثلاثاء، أن "القوات البحرية نفذت عملية عسكرية ضد سفينة ستراندا النرويجية".
وقال المتحدث العسكري باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، إنه "تم استهداف السفينة النرويجية التي كانت متجهة إلى إسرائيل بصاروخ بحري"، مشيرًا إلى أن "القوات البحرية منعت في اليومين الماضيين مرور سفن استجابت لتحذيراتنا دون استهداف".
وأضاف أنه "لم نستهدف السفينة النرويجية إلا بعد رفض طاقمها الاستجابة للتحذيرات"، مؤكدا أن "أنصار الله لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف التحذيرات وستمنع السفن المتجهة إلى إسرائيل من الملاحة حتى إدخال مساعدات إلى غزة".
وأعلنت إدارة عمليات التجارة البحرية البريطانية، صباح اليوم الثلاثاء، أنها تلقت تقريرًا عن حادث على سفينة في محيط باب المندب، بالقرب من سواحل اليمن.
وقالت الإدارة على موقعها إن الحادث الذي وقع على بُعد 15 ميلاً غرب ميناء المخاء في اليمن، قيد التحقيق، وأنه تم الإبلاغ عن سلامة جميع أفراد طاقم السفينة المستهدفة.
يشار إلى أن جماعة "أنصار الله" اليمنية احتجزت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت، السفينة "غالكسي ليدر"، المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي رامي أنغر، وقالت إن ذلك جاء ردًا على القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.
وهددت الجماعة بالاستهداف الكامل لجميع السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي، والتي يتم تشغيلها أو يكون ملكها لشركات إسرائيلية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، يوم الأحد الماضي، أن سفينة حربية أمريكية وعدة سفن تجارية تعرضت لهجمات في البحر الأحمر.
وصرح البيت الأبيض، يوم الاثنين، بأن الهجمات على السفن في البحر الأحمر "مدعومة من إيران"، مما يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار الدوليين، بعد استهداف ثلاث سفن في بداية هذا الأسبوع.