وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن القرار الصادر لا يمتلك من الأدوات ما يمكنه من فرض الإرادة الدولية التي يمثلها على إسرائيل، لدفعها لوقف الحرب على غزة.
وقال إن ذلك ليس لأن قرارات الجمعية العامة ليست واجبة التنفيذ والتطبيق وحسب، بل لأن إسرائيل تعتبر نفسها خارج إطار المساءلة والمحاسبة، وفوق القانون الدولي، ولا تخضع للشرعية الدولية.
وأكد أن إسرائيل تتصرف وكأنها دولة محمية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وبمنأى عن أي مساءلة أو ملاحقة من قبل المجتمع الدولي.
وبين أنه "رغم أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما يعكسه من إرادة لدى غالبية الدول في العالم لوقف الحرب، لن يجد طريقه للتنفيذ، ولن يتمكن من إلزام إسرائيل بوقف عدوانها على غزة".
ورحبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، "باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لقرار يطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي، على قطاع غزة".
ووجه المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، "الشكر إلى الدول التي صوتت لصالح القرار، بما يؤكد وقوف العالم بغالبيته الساحقة لجانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".
وأكد أن "تصويت 153 دولة لصالح القرار، يعني أن العالم يؤكد رفضه للعدوان الإسرائيلي على شعبنا وتهجيره من أرضه وإحداث نكبة جديدة"، مشددًا أنه "على حكومة الاحتلال أن تلتقط نتائج التصويت وأن يتعامل معها بجدية".
وطالب أبو ردينة، "الغالبية الساحقة من دول العالم التي صوتت لصالح القرار بإلزام إسرائيل بتنفيذه"، مجددا التأكيد على أن التصويت لصالح القرار، بهذه الغالبية الكبيرة، يؤكد للدول الـ10 التي صوتت ضده، أن العالم يرفض سياسة الكيل بمكيالين"، وطالبهم بإعادة النظر في موقفهم الذي يتعارض مع الإجماع الدولي الرافض للاحتلال الإسرائيلي وعدوانه" المتواصل بحق الشعب الفلسطيني، بحسب قوله.
واستأنفت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الاستثنائية الطارئة، أمس الثلاثاء، حول الأوضاع في فلسطين، في ضوء ما يشهده قطاع غزة من هجمات إسرائيلية. وتبنت الجمعية العامة مشروع قرار قدمته المجموعتان العربية والإسلامية، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لأسباب إنسانية.
وصوتت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خلال الجلسة الاستثنائية، على مشروع القرار، الذي جاء بعنوان "حماية المدنيين والنهوض بالالتزامات القانونية والإنسانية".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل أكثر من 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 18 ألف قتيل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 50 ألف مصاب.