محللون: زيارة رئيس مجلس النواب الليبي إلى أنقرة خطوة سياسية مهمة

وصف محللون زيارة رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح إلى أنقرة بالزيارة المهمة في ظل التوترات السياسية والبحث عن تحالفات دولية تعزز نفوذ مجلس النواب الدولي.
Sputnik
وتكمن أهمية ذلك في أن تركيا تلعب دورا مهما في الشأن الليبي، كونها حليف وشريك هام للغرب الليبي، فهل سيسعى البرلمان لتعزيز العلاقات مع تركيا أم أنها مجرد زيارات دبلوماسية بين الطرفين.
وفي هذا الشأن وصف المحلل السياسي محمد امطيريد، هذه الزيارة بالمهمة للطرفين الليبي والتركي، وأنها ستمثل بداية عهد جديد، لو استطاع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتنازل عن حكومة الدبيبة.
تركيا تسعى لتمديد مهام قواتها في ليبيا لمدة 24 شهرا
وتابع: "في المقابل لن يفوت أردوغان تمرير الاتفاقيات الليبية التركية التي وقعها مع حكومتي السراج والدبيبة بخصوص الحدود البحرية واتفاقيات البحر المتوسط وكل ما كان متفق عليه مع حكومة الوفاق وحكومة الوحدة الوطنية".

تحالفات جديدة

وتابع امطيريد، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" بأن أردوغان سوف يسعى إلى تمرير الاتفاقيات داخل قبة البرلمان، حتى تأخذ طابع قانوني وتشريعي، وليوسع وجود تركيا اقتصاديا، وفي المقابل سوف يسعى لسحب قوات تركيا من الغرب وهذا سوف يفتح للقوات المسلحة الليبية توسيع تحالفها عسكريا مع تركيا.
ووصف امطيريد هذه الزيارة بأنها ستكون فوق العادة، لو استغلت بالشكل الصحيح من عقيلة صالح، لأن التكتيك السياسي بهذا الشكل سوف يأتي لنا بالاستقرار الدائم في العاصمة، وتكون نهاية للانقسام لنذهب إلى انتخابات وحكومة موحدة.
ولفت إلى أن تركيا تلعب دورا مهما في الأزمه الليبية، وهي من تدخلت في أبريل/ نيسان 2019 عندما حاولت القوات المسلحة العربية الليبية الذهاب للعاصمة طرابلس لتتخلص من تلك "المليشيات الإجرامية التي تتناحر في العاصمة بين الفينة والأخرى".
حكومة الدبيبة تقر استثناءات في حصول مواطني تركيا ومصر على تأشيرات دخول إلى ليبيا
وقال المحلل السياسي: "لو استطاع عقيلة صالح إقناع أردوغان بالتحالف مع البرلمان ومع المحافظة على مصالح تركيا في ليبيا اقتصاديا واستراتيجيا شريطة احترام السيادة، فسيكون ذلك عاملا مهما في نقل الدولة الليبية إلى الاستقرار".
ويقول: "لاحظنا التواجد التركي في شرق ليبيا أيضا في درنة بتقديمها مساعدات كبيرة منها وكذلك مشاركة تركيا في إعمار بنغازي، وكل هذه الجوانب مهمة في صقل التعاون المشترك المبني على تذويب الخلاف القائمة سابقا مع الشرق وهذا يفتح باب التقارب بين الدولتين".
وأكد محمد امطيريد أن عقيلة صالح سوف يكون مشارك في البحث على حلول جذرية مع تركيا، كما نوه إلى أن أردوغان لم يمانع في خلق تحالف مع قوة كبيرة ثابتة منذ سنوات ولها نفوذ واسع شرقا وجنوبا".
وقال إن أردوغان في نهاية الأمر سوف يبحث عن مصالح دولته، ولن يقبل بالتواجد العشوائي في العاصمة طرابلس التي تحكمها الفوضى، وعدم سيطرة شخص واحد هناك لأن المليشيات استباحت كل شئ، حسب وصفه.
وأشار امطيريد إلى أن تركيا نوهت مسبقا في رسالة للدبيبة مفادها أن مصالح تركيا فوق كل شي وأنهم سوف يتعاملون مع الحكومتين شرقا وغربا وهذا مدخل مهم لانتخاب حكومة جديدة.
أردوغان يلتقي الدبيبة في إسطنبول ويؤكد أن التغيير في ليبيا لا يتم إلا عبر الانتخابات
وتابع: "تركيا بعد هذه التغيرات سوف تبحث عن بديل يضمن لها استمرار دائم وقانوني والأقرب هو البرلمان الليبي، حسب وجهة نظره.
ومن جهته، يعتقد المحلل السياسي إدريس احميد، أن هذه الزيارة إلى تركيا تأتي في إطار محاولة إعادة إنتاج العلاقات خاصة بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي، والسفير التركي إلى الشرق الليبي ولقائه بعقيلة صالح وربما جاءت هذه الزيارة ردا على تلك الزيارات.

مساومات سياسية

يقول احميد، في تصريحه لـ"سبوتنيك": "جاءت هذه الزيارة في ظرف تشهده العلاقات الليبية فيما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة وفي ظل البحث عن إجراء الانتخابات، وفي ظل الخلافات والتباينات الليبية، خاصة وأن تركيا تتواجد في ليبيا بناءا على اتفاق مع حكومة الوفاق وعلاقتها بحكومة الوحدة الوطنية".
وأضاف: "هذه الزيارة تراها تركيا مناسبة وخطوة هامة من أجل تعزيز تواجدها في ليبيا وإيجاد علاقات سياسية واقتصادية مع ليبيا في محاولة لكسب الشرق من خلال مجلس النواب، وبذلك تكون تركيا قد حققت خطوة مهمة في محاولة لتوثيق العلاقات مع الدولة الليبية ومع الأجسام السياسية الليبية وفي مقدمتها مجلس النواب".
مسؤول تركي رفيع المستوى لـ "سبوتنيك": تركيا لم تقبل عقيلة صالح كبديل لحفتر
وتابع: "هذه الزيارة سوف تمنح تركيا فرصة ودورا مهما يحقق رضا الأطراف الليبية بالكامل خاصة مجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية بطبيعة الحال ويمكن أن تلعب دورا في حل الأزمة الليبية وهذا سيكون محور لقاء صالح مع أردوغان ورئيس البرلمان التركي".
وتابع: "الجانب الليبي يسعى للتشاور مع الحكومة التركية وشرح وجهة نظر البرلمان فيما يتعلق بالانتخابات وقوانين الانتخابات التي أقرها مجلس النواب، ومحاولة إقناع القيادة التركية أن تتعامل مع البرلمان بشكل جدي، وإقناعها بالضغط على رئيس حكومة الوحدة الوطنية من أجل الموافقة على تشكيل الحكومة والتخلي عن شرطه بعدم مغادرة منصبه إلا في حال التسليم لحكومة منتخبة.
ووصف المحلل السياسي إدريس احميد هذه الزيارة بالمهمة لأن تركيا دولة مهمة بالنسبة لليبيا، ولديها القدرة على المساهمة في إعادة إعمار ليبيا، ولها شركات ومصالح في ليبيا، وربما ستلعب دورا مهما في المصالحة الوطنية.
متمنيا من مجلس النواب أن يستفيد من هذه الخطوة، وأن تكون خطوة هامة في إعادة استقرار ليبيا، وفي إجراء الانتخابات.
مناقشة