بلدة "بصير" التي تتوسط المسافة بين العاصمة السورية دمشق، ومدينة درعا جنوبا، تعيش خليطًا مشاعريًا من الحب والحزن، ففي أرض فلسطين التي ترتحل إليها عيونهم حبًا في ذكرى ولادة النور، ها هم يرمقون بحزن تلك الدماء البريئة التي تسكب غيلة على ذلك التراب المقدس.
احتفاء بعودة الأمان إلى المنطقة عام 2019، أضاء أهالي بصير وسط ساحة كنيسة القديس جوارجيوس، أكبر شجرة ميلاد في العالم العربي تحت مسمى "شجرة وطن من حوران إلى سوريا"، بلغ طولها آنذاك 29 مترا ونصف قطر قاعدتها 12 مترا، وأضاءها مليون مصباح.
أما هذا العام، فاكتفى أهالي "بصير" بافتتاح مغارة يسوع، وإقامة التراتيل والصلوات الدينية، في سياق استقبالهم للميلاد.
حول ذلك، يقول راعي كنيسة "القديس جوارجيوس" في بصير، الكاهن منور البخيتا، لمراسلة "سبوتنيك": "في هذه الأيام من كل عام نحتفل بأعياد الميلاد بتزيين وإضاءة (شجرة وطن) المعروفة على مستوى الجمهورية العربية السورية".
يضيف الكاهن: "لطالما أضاءت (شجرن وطن) سماء حوران في كل عام، ولكن في ظل هذه الظروف القاسية والمؤلمة جرّاء المجازر اليومية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الأعزل في قطاع غزة في فلسطين، ستقتصر احتفالات أعياد الميلاد على إقامة الصلوات لأجل الشعب الفلسطيني، ولراحة نفوس شهدائها الأبرار ولشفاء جرحاها".
وأكد راعي كنيسة "القديس جوارجيوس" لـ "سبوتنيك": "وقوف أهل حوران مع أهلنا في فلسطين"، منددا "بقسوة ما تمر به فلسطين، لاسيما أنها وطن سيدنا عيسى عليه السلام، وأن فلسطين بلدٌ خُلقت للسلام وما رأت يوما سلاما".
وأوضح الكاهن البخيتا: "جميع الطوائف المسيحية في سوريا استنكرت الأعمال الإجرامية للعدو الإسرائيلي كما الموقف المحايد من قبل الدول العربية ودول العالم تجاه ما يحدث في قطاع غزة من قتل وتشريد وتهجير للشعب الفلسطيني".
ولفت الكاهن: "المسيحيون يؤدون اليوم الصلوات على نية السلام للشعب الفلسطيني والعالم أجمع، متمنين من ملك السلام أن يعم السلام في العالم كله".
يشار إلى أن بعض أهالي بصير ممن التقيناهم حمّلوا "سبوتنيك" رسالة "حب وحزن من جنوب سوريا إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مؤكدين أن "الشعب السوري عامة وأهالي بلدة بصير على وجه الخصوص، يقفون بقلب رجل واحد مع أهلنا في فلسطين"، متمنين أن "يكون عيد الميلاد المجيد بردًا وسلامًا على إخوتنا في فلسطين".