ويحافظ كلا الطرفين حتى الساعة على ما يعرف بقواعد الاشتباك، بحيث تنحصر المواجهات على مسافة لا تتعدى الخمسة كيلومترات عند جانبي الحدود، مع خرق الجيش الإسرائيلي لتلك القواعد في بعض الأحيان، من خلال تنفيذ غارات جوية على مناطق تقع في عمق الجنوب اللبناني، إضافة الى قصف المناطق المأهولة بالسكان، وهي الخروقات التي يرد عليها "حزب الله" بتكثيف قصفه للمستوطنات الإسرائيلية.
ويبقى الخوف الأكبر، لا سيما من قبل الدول الغربية، من أن تنزلق الأوضاع الأمنية إلى حرب عسكرية شاملة، لا سيما في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان في حال عدم انسحاب "حزب الله" من الشريط الحدودي.
الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا لـ"حزب الله" جنوبي لبنان ردا على إطلاق قذائف صاروخية على جنوده.. فيديو
14 ديسمبر 2023, 15:30 GMT
حول ذلك، قال الخبير العسكري العميد المتقاعد أمين حطيط، لوكالة "سبوتنيك"، إن "طبيعة استعمال المناشير في الحروب يكون لسببين إما للحرب النفسية، وإما لإخلاء منطقة العمليات استعدادا لعملية عسكرية، وفي الواقع اللبناني حتى الآن نحن نستبعد العملية العسكرية والاجتياح الإسرائيلي، لذلك أعتقد أن الغاية من المناشير الحرب النفسية وتهدف هذه الحرب النفسية لزرع إسفين بين المقاومة والأهالي لجعل الأهالي يرفضون تحرك المقاومين في محيطهم، وبذلك يكونوا الأهالي كما تريد إسرائيل حراسًا لحدود احتلالها، وأعتقد أن سقفها حرب نفسية لتوتير الأهالي وجعلهم ضد المقاومة من أجل حماية الجنود الإسرائيليين في مواقعهم الاحتلالية".
وأوضح أن "استهداف المنازل المأهولة في القرى الحدودية نوع من الضغط الإسرائيلي حتى أن هناك بعض الأصوات الإسرائيلية تدعو إلى توسيع المعركة، وحتى في القيادة العسكرية الإسرائيلية هناك انقسام، منهم من يقول إن إسرائيل ليس في مصلحتها فتح جبهة الشمال، ومنهم من يقول أنه طالما أن الحرب مستمرة فلتكن حربا كاملة في الجنوب والشمال وندخل في مواجهة مع حزب الله تنتهي باتفاق ينشئ المنطقة الآمنة أو المنزوعة السلاح، وحتى يدخلوا في هذه المواجهة يريدون استفزاز "حزب الله" لتوسيع دائرة رده وعند ذلك تندلع الحرب وفق ما يخططون، لكن أعتقد أن الحزب واعٍ لهذه المسألة ومستمر في استراتيجية الضغط المرن المنسق مع قطاع غزة ولن تنحدر الأمور إلى حرب".
ورأى حطيط أن "إقامة المنطقة العازلة جنوبي لبنان تتم عبر أمرين، إما عبر اتفاق سياسي وإما عبر فرض عسكري، والاتفاق السياسي يبدو شبه مستحيل في ظل الوضع القائم، لأن معظم اللبنانيين يرفضون هذا الأمر وفي مجلس الأمن لا يوجد اتجاه مع وجود الموقف الروسي والصيني، وحتى لو اتخذ قرار في الفصل السابع بحاجة إلى قوى لكي تنفذه، لذلك أستبعد موضوع المنطقة الأمنية لا في السياسة ولا عبر مجلس الأمن".
وذكر الخبير العسكري أنه "حتى الآن الأمور في جنوب لبنان تحت السيطرة دون استبعاد التطور كليا، لأن إسرائيل تضع ملف الحرب على الطاولة منذ العام 2006، وتنتظر تحقق الظروف المواتية ولكن لم تتحقق هذه الظروف حتى الآن ويستبعد تحقق هذه الظروف الآن".