وتقول إسرائيل إن "حماس" لا تزال تحتفظ بـ 136 محتجزا في قطاع غزة، فيما تم الإفراج عن العشرات ضمن صفقة تبادل أسرى خلال هدنة صمدت لأسبوع واحد.
وأقر التحقيق الأولى الذي نشرته وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "هآرتس" بعدما أفرجت عنه الرقابة العسكرية، بأن المحتجزين الثلاثة الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، قتلوا خلافًا لتعليمات إطلاق النار.
وبحسب التحقيق، خرج المحتجزون الثلاثة على أقدامهم من أحد المباني في حي الشجاعية الذي يشهد معارك ضارية بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية.
وخرج الإسرائيليون الثلاثة دون قمصان، وهم يحملون عصا عليها شريط كبير من القماش الأبيض (راية بيضاء)، واتجهوا إلى قوة إسرائيلية بالجوار وهم يصرخون بالعبرية "النجدة".
لكن قناص إسرائيلي مزود بمنظار يكبر الشخص إلى 4 أضعاف، أطلق النار تجاههم ظنا أن الحديث يدور عن كمين نصبته لهم "حماس".
وقتل القناص إسرائيليين اثنين، فيما تمكن الثالث من الفرار والاحتماء في مبنى مجاور، وهو يصرخ أيضا بالعبرية "انقذوني".
وقامت قوة إسرائيلية بتطويق المبنى، وطالب قائدها الإسرائيلي المتحصن داخله بالخروج، وعندما ظهر، أطلق جندي إسرائيلي النار عليه من مسافة قريبة فأرداه قتيلا على الفور.
ومساء أمس الجمعة، تظاهر مئات الإسرائيليين من ذوي المحتجزين في قطاع غزة، مطالبين بإطلاق سراح ذويهم، بعد قتل الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ 3 محتجزين في حي الشجاعية.
وقالت صحيفة "هآرتس": "تظاهر المئات أمام قاعدة الكريا (مقر وزارة الدفاع) في تل أبيب للمطالبة بصفقة فورية مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة".
وبحسب المتظاهرين، فإن الحادث "يعكس الخطر الذي يتعرض له المختطفون بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي واستمرار عملياته".
ونقلت الصحيفة عن أحد المتظاهرين: "نطالب بصفقة الآن! إن وقت جميع المختطفين ينفد".
وقال آخر: "إنها ليلة صعبة، نريد المفاوضات. قلقون على مصير جميع المختطفين".
وأمس الجمعة، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره عبر حسابه على منصة "إكس": "في أثناء القتال في الشجاعية، حددت قوة من الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ ثلاثة رهائن إسرائيليين على أنهم يشكلون تهديدًا. وعلى الفور أطلقت القوة النار باتجاههم، ما أدى إلى مقتلهم".
وأضاف: "وفي أثناء مسح ومعاينة منطقة الحادثة، ثارت شبهة حول هوية القتلى. وتم نقل الجثث للفحص في الأراضي الإسرائيلية، وبعدها تبين أنهم ثلاثة مختطفين إسرائيليين".
وأوضح أنه تم التعرف على القتلى وهم، يوتام حاييم، وسامر طلالقة، اللذان اختطفتهما حركة حماس من مستوطنة "كفار عزة" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إن عائلة الإسرائيلي الثالث طلبت عدم ذكر اسمه.
ومنذ 27 أكتوبر الماضي، يخوض الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق في غزة، يواجه خلالها مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية كبدته مئات القتلى والجرحى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 18 ألف قتيل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 50 ألف مصاب.