وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، أن الإدارة الأمريكية تريد معرفة الخطط الإسرائيلية للتعامل مع غزة في العام المقبل، خاصة وأن واشنطن طلبت نهاية الحرب في القطاع مع نهاية شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
وتساءلت الصحيفة عن ماهية المخططات الإسرائيلية بشأن التعامل مع غزة في الفترة المقبلة، ما بين اتباع الأسلوب السياسي مع الأهالي الفلسطينيين وإدارة مفاوضات والانتقال لعملية سياسية أم الاستمرار في القتال وإدارة حرب طويلة بعض الشيء في القطاع.
وأوضحت الصحيفة أنه مع توالي زيارات مسؤولين أمريكيين إلى تل أبيب، سيضطرها إلى اتخاذ قرارات سيكون لها التأثير الكبير على العام 2024، وطبيعة العلاقات الثنائية بين واشنطن وتل أبيب.
ومن بين القضايا والملفات المفترض مناقشتها في زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لإسرائيل هو السيناريو الإسرائيلي لمسار الحرب على أكثر من جبهة، سواء مع قطاع غزة في الجنوب أو "حزب الله" اللبناني في الشمال، فضلا عن إدارة ملف المحتجزين لدى حركة حماس.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذا السيناريو قد بدأ فعليا مع زيارة جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي إلى تل أبيب، والتي انتهت، أمس الجمعة، حيث ناقش المراحل المختلفة للحرب في غزة ومستقبلها مع كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، وأهمهم رئيس الأركان، الجنرال هرتسي هاليفي.
ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية تريد انسحابا إسرائيليا تدريجيا من غزة، وتقليل عدد قواتها في القطاع، مع الانتقال إلى المرحلة "ج" وهي إقامة منطقة عازلة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، وتحديدا على الأطراف الشمالية والشرقية للقطاع، رغم عدم تحمس أو تفهم واشنطن لتلك الخطوة.
وأوضحت أن خلال تلك الفترة سيسمح للمستوطنين بالعودة إلى منازلهم في غلاف غزة، في غضون أشهر قليلة، مع السماح للفلسطينيين من شمال القطاع بالعودة إلى أماكنهم، والعمل على إعادة إعمار غزة.
ونوهت الصحيفة إلى وجود خلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل تتعلق بماهية اليوم التالي للحرب على غزة، وهو ما يمكن تسميته بالمرحلة "د"، أي ما يتعلق بالسيطرة على القطاع والاستعداد للدخول في عملية سياسية تؤدي إلى تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس "حل الدولتين"، موضحة أن إدارة القطاع سيتم تحديدها بالاتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة ومصر أيضا.
وتطالب واشنطن بزيادة المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، ومحاولة تقليص الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين غير المشاركين في الحرب مع "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.
وعلى جانب آخر، أكدت الصحيفة أن الجانب الأمريكي يريد من تل أبيب التحلي بالصبر بشأن شن حرب على "حزب الله" اللبناني، تخوفا من اندلاع حرب إقليمية، فيما طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، من مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، المضي قدما في المسار الدبلوماسي بهدف تحقيق أو تنفيذ القرار الأممي رقم 1701 والذي يقضي بعودة قوات "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني.
ويفترض أن يناقش لويد أوستن مع المسؤولين الإسرائيليين ضرورة العمل على حرية الملاحة في البحر الأحمر، باعتبارها مشكلة دولية وليست إقليمية فحسب، وضرورة العمل على إنشاء قوة متعددة الجنسيات لحفظ حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
وطالبت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها المطول، القادة الإسرائيليين، بضرورة التعاطي مع ما تطلبه الإدارة الأمريكية بشأن السلطة الفلسطينية ومدى تقديم المساعدات الإنسانية للأهالي في غزة، رغم الاختلاف في مسار الحرب على القطاع والمرحلة المقبلة ما بعد الحرب.
ومنذ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يخوض الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة النطاق بغزة، يواجه خلالها مقاومة شرسة من الفصائل الفلسطينية كبدته مئات القتلى والجرحى.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية، بدء عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 18 ألف قتيل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 50 ألف مصاب.