وأثبتت الدراسات الحديثة أن مادة البوليفينول الموجودة في الأطعمة النباتية مفيدة لكبار السن، حيث أثارت المادة اهتمامًا كبيرا بحيث أصبح الكيميائيون منذ مئة عام مهتمون بهذه المركبات العضوية.
وبحسب الدراسة، ففي المقام الأول توجد مادة البوليفينول في العفص (كرات ورق البلوط) و في الأصباغ الطبيعية، حيث يعتبر العديد منها مسؤول عن طعم ولون النباتات على سبيل المثال مادة الكابسيسين التي تجعل الفلفل مرًا، ومادة الأنثوسيانين التي تلون الفواكه والأوراق باللون الأحمر، حيث يتم تصنيع مادة البوليفينول في النباتات والطحالب، كما أن هذه المواد لا تشارك بشكل مباشر في النمو والتكاثر، ولهذا يطلق عليها أيضًا اسم المستقلبات الثانوية والتي تلعب دورا في عملية التركيب الضوئي، وتحمي من الأشعة فوق البنفسجية القاسية والأمراض الفيروسية والفطرية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تساعد في التغلب على الإجهاد الناجم عن العوامل البيئية غير المواتية، مثل الجفاف الطويل.
ولفتت الدراسة إلى أن هذه المركبات تتميز بنشاط خاص بعد اكتشاف خصائصها المضادة للأكسدة، حيث من المعروف أن أكثر من ثمانية آلاف وحدة من مادة بوليفينول موجودة في الأطعمة الغذائية، التي يكون استخدامها مفيدًا للصحة وهي مقسمة إلى فئتين كبيرتين: الفلافونويدات وغير الفلافونويدات.
وأوضحت الدراسة أن ذلك يساعد التركيب الكيميائي للبوليفينول على محاربة التأثيرات الضارة للجذور الحارة، التي تحتوي على إلكترونات غير متزاوجة في غلافها الخارجي، وهو ما يفسر نشاطها الكيميائي العالي. وتقوم مادة البوليفينول بالتبرع بالإلكترون المفقود للجذور الحارة، وبالتالي تحييدها وتثبيتها.
وأشارت الدراسة إلى أنه و عند دخول المادة إلى الجسم مع الطعام، فإن معظم مادة البوليفينول لا تتحلل في الأمعاء الدقيقة، ولكنها تتراكم في الأمعاء الغليظة، حيث تعمل كغذاء للبكتيريا المعوية، حيث تقوم الكائنات الحية الدقيقة بتفكيكها إلى مركبات أبسط وبالتالي يتم امتصاص بعضها. ولهذا السبب ليست كل نتائج التجارب السابقة صحيحة، حيث تدخل كمية أقل من مادة البوليفينول إلى الأعضاء مقارنة بما هو موجود في الطعام.
وأكدت الدراسة أن الشخص يتلقى نحو غرام من مادة البوليفينول، يوميًا، أي أكثر بعشر مرات من فيتامين "سي"، ومئة مرة أكثر من فيتامين "أي".