قال المحلل الإسرائيلي المخضرم، يارون فريدمان، في تحليل في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الاثنين: "أنهت السعودية قبل بضعة أشهر فقط حربًا فاشلة استمرت ثماني سنوات على رأس تحالف عربي كبير ضد الحوثيين. وقد أيدها العالم في البداية لأن الهدف كان مشروعًا: محاربة منظمة إرهابية تدعمها إيران، وتهدد بالسيطرة على اليمن بأكمله وإلحاق الضرر بمرور البضائع وتعطيل الاقتصاد العالمي".
وأضاف: "استغل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ذلك ليوصف نفسه بأنه زعيم العالم العربي ضد فرع إيران في صنعاء. وكانت البداية ناجحة: انسحب الحوثيون من جنوب اليمن وبقيت حكومة عدن مستقلة. ولكن في وقت لاحق تحولت الحرب إلى كارثة".
واعتبر فريدمان أن غالبية مئات الآلاف من الضحايا في الحرب كانوا مدنيين يمنيين، مضيفا أن "الحوثيين" قاموا أيضًا "بتوسيع مناطق سيطرتهم في شمال غرب البلد الفقير والمدمر. ومنذ ذلك الحين انهار التحالف العربي، وتُركت السعودية والإمارات لوحدهما في الحملة. ومع بداية عام 2023، رفعت السعودية يديها وغيرت اتجاهها. أولاً تصالحت مع إيران ثم وقعت وقف إطلاق النار مع الحوثيين".
ومضى بقوله: "بعد نصف عام، اندلعت الحرب في غزة وبدأ الحوثيون، ربما بأوامر من إيران، بمهاجمة السفن القريبة من اليمن بدعوى أنها سفن إسرائيلية. والآن تخشى السعودية والإمارات من تعثر طريق المصالحة أيضًا، حيث يهددهما الحوثيون حال انضموا إلى التحالف الأمريكي (أثبت الحوثيون في الحرب ضدهم أنه ليس لديهم خطوط حمراء، وقاموا بقصف مدينة مكة المكرمة، العاصمة الرياض، ومنشآت أرامكو النفطية بالصواريخ والطائرات من دون طيار وغيرها)".
وتابع: "الآن الولايات المتحدة في مشكلة: انضمام إسرائيل إلى التحالف غير وارد لأن الدول العربية لن تنضم، فقد أعلنت السعودية بالفعل أنها لن تنضم، وفي الإمارات العربية المتحدة يلتزمون الصمت رسميا، لكن من الواضح أن الانضمام قد يؤدي إلى أزمة حادة مع السعودية".
وأردف فريدمان: "من قد ينضم هي مصر، فهي الضحية الاقتصادية الرئيسية بين الدول العربية نتيجة عرقلة مرور السفن إلى خليج السويس، علاوة على أن لها تاريخًا في معارضة إيران وتمددها. ومن الممكن أن يتلقى التحالف ضد الحوثيين أيضًا دعمًا غير متوقع من الدول المتضررة اقتصاديًا وليست صديقة للولايات المتحدة، على سبيل المثال قطر وحتى الصين".
وقال موضحًا: "ذلك لأن إيران تلعب بالنار في تفعيل إرهاب الحوثيين كقراصنة. فقد تدخل في صراع مع أصدقائها الذين يخسرون الكثير من الأموال بسبب حاجة سفنهم إلى المرور حول أفريقيا لنقل البضائع إلى أوروبا".
وتابع فريدمان في تحليله: "من المهم أن تدرس الولايات المتحدة جيدًا الأسباب التي أدت إلى فشل الحرب الطويلة التي خاضها التحالف السعودي ضد الحوثيين. الدرس الأول هو أنك لا تكسب الحرب باستخدام القوة الجوية وحدها. كذلك لم تكن القوات اليمنية الجنوبية التي قاتلت على الأرض ضد الحوثيين، بدعم إماراتي سعودي، قوية ومدربة بما فيه الكفاية".
وختم بقوله: "من المؤكد أن المرء يستطيع أن يفهم المعلقين السعوديين الذين أعربوا مؤخرًا عن مخاوفهم من أن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضد الحوثيين لن يكون عديم الفائدة فحسب، بل سيكون ضارًا ويؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق".