موسكو - سبوتنيك. وقال بوريل في منشور على حسابه بمنصة "إكس" اليوم: "إن تصرفات الحوثيين غير المسؤولة تشكل تهديدا لحرية الملاحة في البحر الأحمر.. وخلال الاجتماع الاستثنائي للجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي اليوم، وافقت الدول الأعضاء على المساهمة في عملية "حارس الازدهار" الأمريكية من خلال عملية أتلانتا البحرية".
وتابع: "سنكثف تبادل المعلومات بيننا ونزيد من تواجدنا بأصول بحرية إضافية".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الدفاع الدنماركية، أنها ستنضم إلى القوة متعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة "رويترز" إن "الدنمارك ستنضم إلى التحالف البحري الدولي الجديد الذي أسسته الولايات المتحدة للتصدي للهجمات في البحر الأحمر".
ويوم الثلاثاء، أطلق وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تحالفا دوليا لتشكيل قوة متعددة الجنسيات لحماية حركة الملاحة في البحر الأحمر في أعقاب هجمات جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيين) على السفن المتجهة إلى إسرائيل، وتضم القوة 10 دول هي: بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.
فيما صرح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، الأربعاء، بأن مهمة "حارس الازدهار" التي تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها جارية بالفعل، مشيرًا إلى أنه تم نشر سفن عسكرية في المنطقة لحماية السفن التجارية من هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن.
وقال كيربي خلال إفادة صحفية: "العملية قائمة بالفعل. لدينا سفن للتحالف في البحر الأحمر"، مضيفا "نأمل أن تتمكن (السفن) من التصرف بشأن هذا التهديد".
من جهتها، اعتبرت جماعة أنصار الله "الحوثيين" اليمنية، اليوم، أن تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية قوة متعددة الجنسيات في البحر الأحمر، خطوةً عدائيةً لعسكرته، محملةً واشنطن المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب عليها.
وقال المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله"، في بيان عقب اجتماع استثنائي عقده برئاسة رئيسه مهدي المشاط، وحسبما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي تديرها الجماعة في صنعاء:
"نعتبر الخطوة الأمريكية مع بعض الدول بتشكيل قوة متعددة الجنسيات تحت غطاء حماية التجارة في البحر الأحمر، خطوة عدائية الهدف منها حماية إسرائيل، وعسكرة البحر الأحمر وخليج عدن والإضرار بأمن الملاحة الدولية، وتتحمل أمريكا المسؤولية الكامل عن كل ما يترتب على ذلك".
وأضاف: "الخطوط الملاحية آمنة لكافة السفن، باستثناء السفن المرتبطة بكيان العدو الإسرائيلي، أو المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وتأتي التطورات غداة إعلان "أنصار الله" تنفيذ عملية وصفتها بـ "النوعية" ضد سفينتين قالت إن لهما ارتباطا بإسرائيل، الأولى محملة بالنفط "سوان اتلانتك"، والأخرى حاويات (إم إس سي كلارا) بطائرتين بحريتين، "بعد رفض طاقميهما الاستجابة لنداءات القوات البحرية [التابعة للجماعة]".
ودعت قوات "أنصار الله"، السفن في البحر الأحمر إلى "الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً"، مؤكدةً "الاستمرار في منع كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من أي جنسية كانت من الملاحة في البحرين العربي والأحمر حتى إدخال ما يحتاجه قطاع غزة من غذاء ودواء".
ويوم الخميس الماضي، أعلنت "أنصار الله" قصف سفينة الحاويات "ميرسيك جبرلاتر" بطائرة مسيرة في البحر الأحمر، بعد أيام من تبني الجماعة، يوم الثلاثاء الماضي، استهداف سفينة نرويجية محملة بالنفط تحمل اسم "استريندا"، بصاروخ أدى إلى اندلاع حريق فيها.
وتصاعد التوتر جنوب البحر الأحمر، بعد إعلان "أنصار الله"، مطلع الأسبوع الماضي، منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من المرور في البحر الأحمر، حال لم يدخل إلى قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، محذرةً السفن والشركات من التعامل مع المواني الإسرائيلية، معتبرةً أن أي سفينة تتجه إلى إسرائيل "هدفاً مشروعاً".
كما استهدفت "أنصار الله"، يوم الأحد قبل الماضي، السفينتين "يونتي إكسبلورر" و"نمبر ناين" في باب المندب، بصاروخ بحري وطائرة مُسيرة، "بعد رفضهما رسائل تحذيرية".
وفي 19 نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، أعلنت "أنصار الله" الاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتوعدت قوات "أنصار الله"، في 14 نوفمبر/ تشرين الثانيالماضي، بـ "التعامل المناسب مع أيّ سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر"، مشددة على "أن العمليات ضد إسرائيل لن تتوقف حتى يتوقف عدوانها على غزة".
وكان زعيم "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، أعلن في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن جماعته ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسناداً لفصائل المقاومة الفلسطينية في مواجهة الجيش الاسرائيلي بقطاع غزة، حال تدخل أمريكا عسكرياً بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في القطاع.