وقال كيلاني لوكالة "سبوتنيك"، إنه "بعد 75 يومًا من العملية العسكرية ضد شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، ورغم كل هذه المجازر والدماء والدمار الكبير، الوضع الإنساني صعب لا شك، والمشهد الإنساني هو جزء من المعركة، لذلك ما يضغط على المقاومة هذه الأيام هو الشأن اليومي الإنساني البحت".
وأوضح أن "العدو الصهيوني منذ البداية يريد أن يخنق قطاع غزة ليس فقط عسكريًا، إنما من حيث إدخال المعونات والأدوية والماء وبعض احتياجات الوقود وغيره. قطاع غزة يحتاج خلال الأيام العادية في اليوم 600 شاحنة تقريبًا، وما يدخل قطاع غزة اليوم 100 شاحنة فقط وهذا لا يكفي".
واعتبر كيلاني أن "هناك حصارًا على شمال قطاع غزة، العدو الصهيوني يمنع إدخال المعونات وهذا الوضع الإنساني من ضمن الأمور التي سيتم الحديث عنها في الأيام القادمة".
وأكد أن "العدو الصهيوني يريد هذه الهدنة ويلهث وراءها وأرسل عدة موفدين إلى عدد من الدول العربية وحتى الأوروبية، والتقوا ببعض المسؤولين العرب مثل القطريين والمصريين. هذه الهدنة يريد منها عدة أمور، بداية يريد أن تكون هدنة بشكل جزئي أو مؤقت ويعني وقف إطلاق نار مؤقت وليس دائما، والأمر الثاني يريد أن يذهب إلى عملية تبادل للأسرى خلال وقف إطلاق النار المؤقت، أما المقاومة فرفضت هذه المبادرة وقالت إنها تريد هدنة بشكل مستمر، وبعد ذلك نذهب للبحث في باقي الملفات مثل ملف الأسرى ودخول المواد الغذائية وغيره".
ولفت كيلاني إلى أنه "من هنا جاءت لقاءات القاهرة، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس موجود الآن في القاهرة، لبحث بعض الأمور والملفات التي لها علاقة بوقف إطلاق النار بشكل دائم".
وأضاف أنه "لا نستطيع أن نحدد إذا كان وقف إطلاق النار قريبًا أو بعيدًا، هذا الأمر مرهون بتجاوب العدو الصهيوني بقبول شروط المقاومة بوقف إطلاق النار الدائم، ورأينا ما حصل في مجلس الأمم المتحدة كيف أن الإدارة الأمريكية استخدمت حق النقض الفيتو ورفضت القرار التي قدمته المجموعة العربية بوقف إطلاق النار".
كما شدد كيلاني على أن "الرأي العام العالمي هو مع القضية الفلسطينية ومع الحق الفلسطيني ومع عملية وقف إطلاق النار، ولكن التعنت الأمريكي والشريك مع العدو الصهيوني في هذه العملية وفي هذه المجازر وهو الداعم الأساسي والعسكري والمالي لهذا العدو هو من يمنع ويضع العقبات في وجه عملية وقف إطلاق النار، ولدينا معلومات أن هناك اليوم جلسة لمجلس الأمن في نيويورك وقد تستخدم أمريكا حق النقض الفيتو لقرار تم تعديله من قبل المجموعة العربية تجاه هذا القرار المعدل".
واعتبر أن "التواصل موجود بين كل الفصائل الفلسطينية، ونحن لا نلتفت إلى من يريد أن يقدم أوراق اعتماد لمستقبله السياسي في الجانب الآخر من الذين يسوقون إلى حل الدولتين أو التنسيق الأمني أو غيره. التواصل موجود ولكن الأولوية اليوم لوقف إطلاق النار والكلمة الآن للمقاومة".
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حينما أعلنت حركة حماس الفلسطينية بدء عملية"طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت لمدة 7 أيام، جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، وتم خلالها تبادل للأسرى من النساء والأطفال، وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط أكثر من 19 ألف قتيل، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 52 ألف مصاب