ويبدو أن واشنطن كانت تستهدف انضمام دول عربية وخاصة الدول المطلة على البحر الأحمر لإضفاء شرعية على التحالف الذي تقوده بدعوى تأمين مسارات السفن التي تمر عبر باب المندب.
لكن اقتصار المشاركة العربية على البحرين فقط، أفقد هذا التحالف شرعيته الإقليمية بصورة تجعل وصفه بـ"التحالف الغربي" هو الأقرب للواقع من مصطلح "تحالف دولي" لأنه يضم 10 دول غالبيتها دول غربية أبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، بحسب وسائل الإعلام، التي أشارت إلى أن الغياب العربي كشف أنه حتى الدول العربية، التي توصف بأنها من حلفاء واشنطن، لم تنضم لهذا التحالف.
فقد غابت مصر والسعودية والإمارات، الدول العربية الـ3 المؤثرة في المنطقة، وبينها دولتان لديهما سواحل مطلة على البحر الأحمر، بينما ضم التحالف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وهولندا وكندا والنرويج وسيشيل.
وبحسب تقارير، فإن كثير من العرب يرحبون بهجمات "أنصار الله" ضد إسرائيل معتبرين أنها نوع من أنواع التضامن العربي مع الفلسطينيين، خاصة مع اقتصار الهجمات على السفن المتجهة إلى إسرائيل فقط.
وقالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمركز أبحاث الشؤون الدولية في لندن إن معظم الدول العربية تواجه وضعا محرجا ولا تريد أن يتم النظر إليها على أنها داعمة للأساليب الوحشية التي تستخدمها إسرائيل لتدمير غزة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، يوم الاثنين 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إنه تم تشكيل قوة متعددة الجنسيات بقيادة واشنطن تحمل اسم "عملية حارس الازدهار" لتأمين الملاحة في البحر الأحمر.
وقال إنها "مبادرة أمنية جديدة ومهمة متعددة الجنسيات، أُنشئت تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة قوة المهام المشتركة 153 التابعة لها والتي تركز على تأمين البحر الأحمر".
وبحسب المهام المعلنة عن العملية فإنها ستتولى "مواجهة التحديات الأمنية، وضمان حرية الملاحة ومنع استهداف السفن العابرة من مضيق باب المندب".
وسيكون نطاق عمل القوات المشاركة في العملية هو جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وردت "أنصار الله" على الإعلان الأمريكي بالتأكيد أنها رفضت التواصل المباشر مع واشنطن بهذا الشأن، وقالت إن ردها العسكري سيكون غير مسبوق وأنه سيتم إغراق السفن الأمريكية وتحويل البحر الأحمر إلى مقبرة لها إذا أقدمت واشنطن على أي عمل عسكري ضد، مؤكدة مواصلة استهداف السفن المتجهة لإسرائيل أيا كانت جنسيتها حتى تتوقف الحرب في غزة.
وأعلن زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن جماعته ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" إسناداً للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة.
يذكر أن حصيلة القصف الإسرائيلي والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى الآن وصلت إلى أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 52 ألف مصاب.
"حارس الازدهار".. معلومات عن العملية وأهدافها ورد "أنصار الله"
© Sputnik