خبير: التحديات الاقتصادية التي تواجه لبنان كثيرة أهمها أموال المودعين التي تبخرت

صرح الخبير الاقتصادي، إيلي يشوعي، بأن "المافيات الحاكمة أوصلت لبنان واللبنانيين إلى المجاعة"، بحسب قوله.
Sputnik
وأوضح يشوعي في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، أن "التحديات الاقتصادية التي تواجه لبنان كثيرة والحكومة الحالية لم تستطع أن تحل ولو مشكلة واحدة من مشاكلنا الاقتصادية، المالية، النقدية والمصرفية".
واعتبر أن "أهم تحد هو مسألة أموال المودعين التي تبخرت، ومن أجل استعادة جزء أو نسبة أساسية من تلك الأموال لا بد من إعادة هيكلة المصارف، وإعادة الهيكلة تبنى على دراسة كل مصرف على حدة، موجودات ومطلوبات وخسائر وإلى آخره، لكي يتخذ القرار المناسب بالنسبة لكل مصرف إن كان على صعيد تعويم المصرف ماليًا أو تصفيته أو دمجه مع مصارف أخرى، وهو أكبر تحد لأنه لا يجوز لاقتصاد أن يعمل من دون قطاع مصرفي وهذه هي حال الاقتصاد اللبناني الآن، الذي هو اقتصاد نقدي ومدولر بشكل كبير جدًا خصوصًا في القطاع الخاص".
آخر التطورات من جنوبي لبنان.. غارات إسرائيلية عنيفة.. فيديو
وأوضح يشوعي أن "التحدي الثاني مسألة الإدارات الرسمية المعطلة مثل الدوائر العقارية، مصلحة تسجيل السيارات والآليات، بعض الدوائر المالية، إذ يوجد إدارات تدخل أموال كثيرة وهذه الإدارات معطلة والحكومة لا تقوم بأي شيء لكي تعيدها للعمل".
وأضاف أن "التحدي الثالث هو التحصيل الضريبي قبل زيادة الضرائب، لا يوجد أي محاولة جدية للتشدد بعملية الضرائب والرسوم القائمة الموجودة قبل أن تفكر هذه الحكومة بزيادة الرسوم والضرائب في موازنة العام 2024، والتي عمومًا لا تستطيع ذلك في زمن الانكماش الاقتصادي، لأنها تكون بذلك تعمق هذا الإنكماش وتزيد أثقالا على أكتاف المكلفين هم بغنى عنها، وكذلك الأمر بالنسبة للخدمات العامة لا من ناحية التلزيمات ولا من ناحية أي شيء آخر. بلد معطل ومؤسسات وإدارة معطلة وقضاء معطل، بلد فقير وتم إفقار شعبه بشكل وقح ومجرم".
كما لفت إلى أن "البطالة في لبنان تحل بواسطة الهجرة، لدرجة أن لبنان فرغ من سكانه، الهجرة تعالج البطالة ولا يوجد نمو".
وشدد يشوعي أن "المافيات الحاكمة أوصلت لبنان واللبنانيين إلى المجاعة، ولم يعد يحمل مافيات مالية وسياسية، يجب أن يحكم لبنان حكام نظيفي الكف، ولا أرى أن الغرب يسعى إلى أن يأتي بحكام نظيفي الكف بل يتحدث مع نفس المافيات".
ورأى أن "البلد انتهى لأنه مشرذم ويتفكك. لبنان كدولة عرفناها دولة الازدهار والأدوار الريادية ودولة الاستشفاء في المنطقة والكتاب والعلم والثقافة والتقدم والمصارف، كلها انتهت بسبب المافيات السياسية التي نفذت إرادات خارجية، وخصوصًا الإسرائيلي عندما يتحدث ويقول إنه أسقط لبنان ماليًا ولديه هدف أن ينتزع منه أدواره الريادية في المنطقة العربية، ونرى ما حصل في لبنان، نعلم أن من حكم سمع كلام الإسرائيلي"، بحسب قوله.
مناقشة