متحدث باسم "فتح" يكشف لـ"سبوتنيك" حقيقة وجود مباحثات مع "حماس" حول إدارة قطاع غزة

الهدنة في قطاع غزة - القوات الإسرائيلية تسير بالقرب من المباني المدمرة على طول طريق صلاح الدين الذي يربط شمال قطاع غزة بالجنوب في منطقة الزيتون على مشارف مدينة غزة في 28 نوفمبر 2023.
علّق المتحدث باسم حركة فتح الفسطينية، الدكتور حسين حمايل، اليوم الخميس، على التقارير التي أكدت وجود لقاءات سرية ‏بين "فتح" وحركة حماس، بالقول إن "كل الاتصالات واللقاءات التي تجريها الحركة في القاهرة أو قطر، أو في أي ‏مكان، تهدف في المقام الأول إلى إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة".‏
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الحركة تسعى لإنقاذ الشعب الفلسطيني وحمايته عبر إيقاف هذه الحرب الشرسة أولًا، والتي خلّفت دمارا هائلا بقطاع غزة"، مؤكدا أن "حركة فتح دعت دائما إلى الوحدة الوطنية، وسعت لها خلال اجتماع العلمين بمصر، والمبادرة الجزائرية، والاجتماعات التي أجرتها في العديد من البلدان والمناسبات، لكن "حماس" كانت تصرّ على موضوع إبقاء الانقسام في قطاع غزة".
وتابع: "أما عن باقي التفاصيل التي لها علاقة بإدارة قطاع غزة أو بالشأن الفلسطيني الداخلي بعد إيقاف الحرب، سيكون هناك حوار فلسطيني وطني شامل يجب مراجعة فيه كل الأعمال والخطوات التي لها علاقة بالشأن الداخلي الفلسطيني والعلاقات الخارجية للشعب".

وأكد حمايل أن هذا اللقاء "سيناقش كل الأمور والمسارات التي سارت بها فصائل العمل الوطني الفلسطيني، سواء المسار الذي دعمته حركة فتح، أو مسار حركة حماس"، مؤكدا أن ذلك "بحاجة إلى أن يكون هناك جلسات حوار حقيقية في برنامج وطني فلسطيني موحد يؤدي في النهاية للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي".

منظمة التحرير الفلسطينية: ستتم محاسبة "حماس" بعد وقف النار في غزة
واعتبر حسين حمايل أن "السقف في هذا البرنامج والذي لا يمكن النقاش فيه بالنسبة لحركة فتح، منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني بكل مكوناتها ومؤسساتها، وتدخل فيها كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني".
وبشأن المساعي الفلسطينية لوقف الحرب في غزة، قال حمايل إن "القيادة الفلسطينية تتواصل مع العالم، لكن واضح بأن المنظومة الدولية لم تفلح في إيقاف الحرب وكذلك لم تفلح في مساعدة الشعب الفلسطيني، حيث تتحدث عن 100 شاحنة تدخل لقطاع غزة، وهو بحاجة إلى 2000 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميا".
وبيّن أن "الوضع في القطاع مأساوي إلى أبعد الحدود، وذلك بعيدا عما يريد البعض تصويره على أنها معركة بين جيشين نظاميين، بيد أن الموضوع هو عدوان على شعب أعزل وإن كانت لديه بعض الإمكانيات العسكرية فهي بدائية استخدمت في الحرب العالمية الأولى والثانية، ولا تستطيع مقاومة الاحتلال بما يمتلكه من إمكانيات، والجميع يرى الوضع الهائل من الدمار والقتل الذي قامت به إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني".
ونقلت "سكاي نيوز"، عن صحيفة أمريكية، قولها إن "زعماء حركة حماس يجرون، منذ عدة أيام، محادثات سرية مع حركة فتح، بشأن حكم غزة، بعد نهاية الحرب مع إسرائيل".
وأوضحت الصحيفة أن هذه المحادثات تمثل "أوضح علامة على أن الفصيل السياسي لحماس، بدأ التخطيط لما سيأتي بعد نهاية الصراع".
مع قرب انتهاء الهدنة... ما هي سيناريوهات استكمال الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة؟
وقبل يومين، دعا أمين سر حركة فتح، جبريل الرجوب، حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إلى لقاء مصالحة وطنية في الجزائر، لإنهاء الانقسام والتمهيد لإجراء انتخابات والاتفاق على "مشروع نضال فلسطيني مشترك".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون: "نقول لإخواننا في حركة حماس وفي حركة الجهاد، تعالوا لنتوافق تحت راية الجزائر التي لا مصلحة لها، ولا تخضع لابتزاز أحد لا في الشرق الأوسط ولا خارجه"، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى "إنهاء الانقسام وبناء خريطة طريق لها علاقة بتهيئة الظروف لإجراء انتخابات وطنية حرة".
يشار إلى أن حركتي "فتح" و"حماس"، عقدتا لقاءات بين قيادتيهما في كل من القاهرة وتركيا، لكن لم ينجح الطرفان بتحقيق بنود المصالحة دون الإعلان عن العثرات التي تعترض الاتفاق، وطي صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي منذ أن سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، في عام 2007.
مناقشة