وتيرة الاشتباكات جنوبي لبنان تتصاعد... هل تتدحرج إلى حرب واسعة؟

أثار تصاعد وتيرة الاشتباكات والعمليات العسكرية بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل في جنوب لبنان، المخاوف من إمكانية اتساع الحرب لتمتد إلى كل لبنان، في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة.
Sputnik
وفيما يواصل الحزب عملياته العسكرية ضد المواقع الإسرائيلية، تستهدف إسرائيل المباني السكنية والمنازل في البلدات الجنوبية.
في هذا السياق، قال مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات، رفيق نصر الله، لوكالة "سبوتنيك"، إن "الوضع القائم في الجنوب منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حتى الآن يخضع لمعادلة تقوم على حزام ناري يمتد من سفوح جبل الشيخ حتى الناقورة بعمق 3 أو 4 أو 5 كم وأحيانًا أكثر، والأمور لم تخرج عن السيطرة على الرغم من أن بعض عمليات القصف تجاوزت هذا الخط".

وأوضح أن "الأمور ستبقى على ما هي عليه حتى انتهاء حرب غزة، إذا انتهت، طالما المعارك مستمرة في غزة سوف نظل نشهد مثل هذه الاشتباكات القائمة على ساحة الجنوب، بالرغم من الاحتمالات المفتوحة في ظل التهديدات الإسرائيلية بأن قرارًا قد اتُخذ بشن حرب على لبنان، لكن التوقيت حتى الساعة لم يُحدد".

نائب لبناني: العدو الإسرائيلي يكثف استهداف الجنوب ما يوحي بإمكانية تصعيد أكبر
واستبعد نصر الله "إيجاد مخارج في غزة على الأقل في المدى المنظور، أسبوع أو أسبوعين، ولكن المعلومات تقول إن هناك محاولات تجري الآن من أجل التوصل إلى شيء ما، رأينا وزير خارجية إيران يزور الدوحة، وإسماعيل هنية ومسؤول الجهاد الإسلامي في القاهرة، كما أن وزير خارجية قطر مع مدير الموساد اجتمعا في أوسلو ثم في روما، واشنطن تقول إن هناك أيضًا محاولات، لكن الواضح أننا قد نكون أمام هدنة لمدة أسبوع أو 10 أيام، إذا نجحت المحاولات لترتيب هذه الهدنة مقابل تبادل معين، ولكن أفق التسوية حتى الآن لم تتضح، ولكن لكل حرب نهاية ونتائج سياسية".

ولفت إلى أن "الإسرائيلي طلب من الأمريكي مهلة حتى الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط، الأمريكي كان يفضل أن يتوقف القتال قبل نهاية العام، ولكن بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى الكيان تبين أن أمريكا عادت ووافقت على أن تمتد الحرب لأسابيع قليلة، بذريعة أن إسرائيل قالت إنها تحتاج إلى هذا الوقت من أجل ما تسميه إنهاء حركة "حماس".

وأضاف نصر الله أنه "من الواضح على الأرض أو في الميدان أن الأمور على عكس ما هو قائم، ورأينا أمس القرار الإسرائيلي الخطير بسحب لواء "غولاني" إلى الشمال، بعد الخسائر التي مني بها، حيث وصلت إلى نحو 30 - 40% من عناصره وآلياته وكل الأمور اللوجستية للواء، هذا يعني أننا أمام جولات جديدة من القتال وارتكاب المجازر، لكن بنفس الوقت يمكن القول أن ثمة محاولات من أجل إيجاد مخرج ما".
ورأى أنه "لا شيء يمنع من التدحرج إلى حرب، لكن "حزب الله" كما هو معلن لا يريد شن حرب، هو يقوم باشتباك من أجل مساعدة المقاومة في غزة والتخفيف عنها، لكن لا يوجد قرار بأن الحزب يريد أن يشن حرب واسعة ولكن هذا لا يعني أن إسرائيل قد لا تفعل ذلك في ظل التهديدات بأنها ستشن الحرب، وقد وصلت التهديدات إلى بيروت، إذ نقلها أكثر من موفد إلى المسؤولين اللبنانيين بأنها ستكون حربًا قاسية، وأنه ينصح الجميع بأن يتم وضع حد لما يجري قرب الخط الأزرق، يعني حتى الساعة يمكن القول إن الأمور تحت السيطرة، وإننا لا نتجه إلى حرب كبرى، لكن إذا الإسرائيلي وجد في لحظة ما أنه يحتاج إلى مثل هذه الحرب قد نتفاجأ بلحظة ما بأن الأمور سوف تتدحرج فعلًا، ونجد أنفسنا أمام حرب كبيرة وستكون ربما أكثر عنفًا مما جرى في غزة".
وأشار نصر الله إلى أن "أكثر من موفد جاء إلى لبنان ونقل نصائح تتعلق بمنع توسع الحرب، الفرنسي نقل مثل هذه الرسائل، وأكثر من موفد وحتى أكثر من اتصال من عواصم عربية من أجل عدم الجنوح إلى هذا الأمر، وأنه لا بد من إعادة ترتيب كيفية تنفيذ القرار 1701"، مضيفًا: "أعتقد أننا خلال الأسبوعين القادمين سنكون فعلًا أمام وضوح الصورة، إما أن نذهب إلى تصعيد أكبر أو ربما يبقى الوضع على ما هو عليه، حتى حصول تطور ما بالنسبة لحرب غزة، عندها سوف يتوقف القتال ويبدأ النقاش بطريقة تنفيذ القرار 1701".
مناقشة