نتحدث في حلقة اليوم من البرنامج عن الجمعية الإمبراطورية الأورثوذكسية الروسية الفلسطينية، ودورها في تعزيز العلاقات الثقافية والروحية بين روسيا والمشرق العربي.ولم يكن من قبيل المصادفة أن يحظى إنشاء الجمعية بدعم القيصر ألكسندر الثاني، ومن بعده ابنه ألكسندر الثالث، أحد أكثر القياصرة الروس حصافةً وبُعد نظر، وهو القائل في موعظته إلى وليّ عهده: "ليس لدى روسيا حلفاء، سوى الجيش والأسطول"؛ أي إنّ على روسيا أن تعتمد على نفسها حصرًا، على قواها الذاتية في الصراع من أجل البقاء، وتعزيز موقعها بين الأمم. يعود الفضل في تأسيس الجمعية الإمبراطورية إلى المؤرخ والمستشرق فاسيلي نيكولايفتش خيتروف، الذي شغل منصب سكرتير الجمعية، وكان لمقالاته "طائفة الأرثوذكس في الأراضي المقدسة" و"المجموعة الفلسطينية الأرثوذكسية" عام 1881 أثر كبير في موافقة الحكومة الروسية على تأسيس الجمعية في مايو /أيار 1882في مدينة سانت بطرسبورغ .وأسهمت الجمعية في زيادة أعداد الحجاج الروس بتوفيرها فرص السفر من سانت بطرسبروغ الى القدس ذهاباً واياباً بمبلغ مالي زهيد، كما شرعت في إنشاء فنادق وخانات لاستقبال الحجاج الروس، وكثفت الدعاية للحج من خلال الوعظ في الكنائس، وعن طريق المجلات والمنشورات.