الجزائر- سبوتنيك. قال حدوم لوكالة "سبوتنيك": "الجزائر وسعت شراكاتها مع عدد من الدول أبرزها روسيا، وتجلى ذلك في الزيارة التي قام بها الرئيس عبد المجيد تبون (منتصف حزيران/ يونيو) وتوقيعه رفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلانا بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين عقب محادثاتهما في الكرملين، تضمن عددا من الاتفاقيات في مختلف المجالات".
وأشار حدوم إلى أن "الجزائر شهدت خلال سنة 2023، وضع قوانين هدفها إرساء بنية تحتية تشريعية تعمل على تسهيل الاستثمارات الأجنبية".
وتابع: "البداية كانت برصد أضخم موازنة منذ استقلال الجزائر- قبل 6 عقود - بقيمة 13 مليارا و918 مليونا و40 ألف دينار جزائري، (نحو 98.5 مليار دولار)، وعدم فرض ضرائب جديدة على المواد الاستهلاكية أو الطاقوية ".
وحول أهم المشاريع التي شرعت الجزائر في استغلالها خلال سنة 2023، أفاد حدوم بأن "الأمر يتعلق بالشروع في تنفيذ مشروع استغلال غارا جبيلات الذي يعتبر ثالث أكبر احتياط للحديد الخام في العالم، وتقدر عوائده بـ 16 مليار دولار سنويا عند اكتمال مراحل تنفيذه".
كما لفت إلى أن الجزائر "عملت على مخطط لتحلية مياه البحر عبر إقامة محطات ضخمة على طول شريط ساحل البحر المتوسط لمواجهة أزمة الجفاف التي تعاني منها البلاد بالإضافة إلى الانطلاق في تنفيذ مشروع كبير لصوامع القمح لضمان الأمن الغذائي مع رفع التجميد عن العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة".
وفي هذا الصدد، أكد حدوم أن "هدف الحكومة من هذه الزيادات هو رفع الإنفاق والاستهلاك، بما يؤدي إلى تحفيز النمو الاقتصادي، إلا أنها أدت كذلك إلى ارتفاع نسبة التضخم، خاصة في أسعار المواد الغذائية ما قلل من أثر الزيادات في الأجور، وهو ما استلزم صدور قانون المالية التصحيحي لسنة 2023 يتضمن هذا القانون جملة من التدابير خاصة منها الرامية للحفاظ على القدرة الشرائية وتعزيز الأمن الغذائي".
كما عرفت الجزائر انفراجا في أزمة السيارات، وهنا يقول الخبير إن "الحكومة الجزائرية سمحت باستيراد بعض العلامات الأجنبية، وفقا لضوابط محددة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى كبح وتيرة الأسعار المرتفعة، لكن يجب الانتباه إلى أن هذا القرار لن يحل المشكلة إلا إذا تم السماح باستيراد العدد الكافي الذي يلبي الطلب على السيارات الجديدة بعد سنوات من منع الاستيراد".
وفيما يخص تأجل انضمام الجزائر إلى بريكس خلال 2023، أوضح حدوم أن "السياسات الاقتصادية الجزائرية أصيبت بخيبة إثر رفض ترشح الجزائر لمجموعة بريكس، ومع ذلك فإن الحكومة عبرت عن مواصلة تطلعاتها للانضمام إلى هذه المجموعة التي تضم اقتصاديات سريعة النمو وتسريع تنفيذ الإصلاحات التي تسمح بذلك".
بالمقابل، أشار إلى أن "روسيا والصين تواصلان في كل مرة إرسال إشارات إيجابية بخصوص ملف انضمام الجزائر إلى مجموعة بريكس".
ومنتصف حزيران/ يونيو الماضي، أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والجزائري عبد المجيد تبون محادثات في موسكو، ووقعا إعلانا مشتركا يحدد عددا من مجالات التعاون الثنائي بين البلدين، وتضمنت حزمة الوثائق إعلانا حول تعزيز التعاون الاستراتيجي بين روسيا والجزائر، والذي قال بوتين إنه "سيفتح مرحلة جديدة أكثر تقدما" في العلاقات الثنائية بين البلدين.