الدولار سيبقى كنسبة ما ولكنه لن يلعب الدور الرئيسي كما في الماضي. التعاملات بين مصر وروسيا تتجه إلى تسوية الحسابات بالروبل الروسي والجنيه المصري. الصراعات في العالم هي انعكاس لعملية بناء نظام اقتصادي عالمي جديد متعدد الأقطاب. على العالم أن يبتدِع نظُما جديدة لتسوية المدفوعات النقدية على غرار "سويفت". بعض الدول بدأت تعترف بنظام "مير" الروسي والذي سوف ينمو في الفترة القادمة.
هذه المبادرة المصرية أثارت إشكالات أكثر مما طرحت أساسا للحل، فهي مبنية على أساس هدن متدرجة، بينما الموقف الفلسطيني المطروح هو وقف شامل لإطلاق النار قبل الدخول في أي عملية تفاوض لتبادل الأسرى وغيره.
عادة ومنذ نشأة إسرائيل، كان هناك إشكال مع الأمم المتحدة، فالتصويت الذي كان يحصل في الجمعية العامة، كان دائما لصالح الفلسطينيين، ويدين الإسرائيليين، أما من يحمي إسرائيل في الأمم المتحدة هو مجلس الأمن عبر استخدام الفيتو من قبل الأمريكيين.
يبدو أن قائد القوات الأوكرانية أكثر عقلانية من زيلينسكي، ويحاول الحفاظ على قواته بالإنسحاب العسكري. كييف لن تستطيع تعويض هؤلاء المُرتزقة إلا بالمواطنين الأبرياء، الذين لا يملكون أي قدرة قتالية. هؤلاء المُرتزقة ينتقلون حسب رغبة واشنطن إلى إسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني. هناك شكل من أشكال التمثيل ما بين القوى، وهنغاريا تلعب ضمن مصالحها دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح أوكرانيا.
عندما يكون العالم في حالة جمود اقتصادي تذهب أمريكا لشن الحروب. أمريكا قد ترتكب حماقة وتدخل بشكل مباشر في حرب من أجل إنعاش الاقتصاد. روسيا خرجت منتصرة سياسيًا والدليل على ذلك أن هناك دولا محورية في الشرق الأوسط استيقظت وذهبت إلى الشرق بدلًا من الغرب.
تركيا ما زالت موافقة من حيث المبدأ على البقاء في الحلف الأطلسي. الولايات المتحدة الأمريكية تكنّ العداء لتركيا وللشعب التركي. المواجهة بين روسيا والحلف الأطلسي لن تكون لا الآن ولا في المستقبل، وإذا حصلت فهذا نهاية العالم. تركيا اشترت من روسيا المنظومة "إس-400" الروسية لكي تُظهر للعالم أنّ علاقة تركيا مع روسيا هي علاقة جوار وصداقة.
لا شك أن اتخاذ مثل هذه الخطوة ستضرب الاقتصاد الأمريكي، قبل أن تضرب الاقتصاد الروسي، بجملة أمور، وبالتالي هذه المسألة تطرح كل السياسة الدولية وكل التعاملات المصرفية على المحك، فمعادلة المصارف والتجارة الدولية تبنى على الثقة، وإذا فقدت هذه الأخيرة من أي سوق استثماري تسبب هذه الخطوة أزمة كارثية.