هل يستمر التصعيد بين الجانبين وإلى أي مدى يمكن أن تكون هناك مواجهات مباشرة بين الطرفين وما هو موقف حكومة السوداني؟
بداية، يقول عبد القادر النايل،عضو الميثاق الوطني العراقي، إن الفصائل المسلحة المحسوبة على الحشد الشعبي والتي تعمل على تصعيد هجماتها أدخل العراق في بوتقة الصراع الدولي والإقليمي.
المواجهة سياسية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "سوف تصبح الأرض العراقية أحد محاور الصراع إذا استمرت التوجيهات الإقليمية لهذه الفصائل باستكمال هجماتها على القواعد الأمريكية التي يتواجد فيها أكثر من عشرة آلاف جندي قتالي أمريكي".
وتابع النايل: "بسبب ضعف حكومة الإطار التنسيقي بإدارة السوداني فإن القوات الأمريكية قصفت أهدافا تابعة للفصائل داخل الأراضي العراقية وبتفويض من بايدن مما يؤكد أننا بدأنا بمرحلة جديدة عنوانها البارز غياب القرار للحكومة في بغداد".
وأكد عضو الميثاق الوطني، أن المواجهات لن تكون عسكرية على الأراضي العراقية إنما سياسية، وفي مقدمتها زيادة عزلة حكومة الإطار دبلوماسيا من أمريكا بالانتقال إلى المحور الاقتصادي، فالدولار والعملة المحلية العراقية بيد الرئيس الأمريكي، ولا يوجد قرار عراقي بنقل التعامل الاقتصادي لدول كبرى أخرى.
الصراع المباشر
في المقابل، أكد الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، الدكتور ماك شرقاوي، أن واشنطن كانت ولا تزال لديها رغبة في أن تظل إيران بعيدة عن الصراع في المنطقة بشكل مباشر، الأمر الذي جعل الموقف الأمريكي غير مفهوم خلال الأسابيع الماضية.
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "أعتقد أن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في العمليات العسكرية الدائرة الآن في قطاع غزة الفلسطيني، لأن هناك الكثير من الحسابات، كما أن واشنطن لا ترغب أن تدخل مباشرة في صراع الآن ولا أن توسع الصراع الإسرائيلي مع المقاومة الفلسطينية وأن يظل صراعا إقليميا".
ساحة للصراع
من جانبه، يقول قحطان الخفاجي، نائب رئيس لجنة العلوم السياسية في المنتدى العراقي للنخب والكفاءات، إن "الصراع الدائر في الأراضي العراقية هو صراع "أمريكي-إيراني"، حيث استخدمت طهران الموالين لها في الداخل العراقي، في الوقت الذي تسعى واشنطن إلى التضييق على إيران في العراق".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التصعيد بين أمريكا والفصائل العراقية المسلحة يتجه للتعاظم، وسوف تشهد الأيام القادمة المزيد من الضربات الأمريكية لنقاط مركزية حيوية للفصائل، في المقابل سيكون هناك المزيد من الاستهدافات من جانب تلك الفصائل للمصالح الأمريكية.
وتابع الخفاجي: "جميع المؤشرات تقول أن حجم التصادم بين الفصائل العراقية والقوات الأمريكية سوف يتصاعد خلال الفترة المقبلة، طالما أن الخلاف مستمر بين طهران وواشنطن، في نفس الوقت تدرك حكومة محمد شياع السوداني خطورة الوضع الناتج عن تنامي قدرات الفصائل وعدم القدرة في السيطرة عليها وكبح جماحها".
ويوم الثلاثاء الماضي، أدانت الحكومة العراقية، "استهداف الجانب الأمريكي لمواقع عسكرية عراقية تحت عنوان الرد، ما أدى لمقتل منتسب وإصابة 18 آخرين بينهم مدنيون"، وقالت إن "الاستهداف الأمريكي لمواقع عراقية يسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين ويمثل مساسا مرفوضا بالسيادة العراقية"، مشيرةً إلى أنه سبق أن تم تشخيص هذه الاعتداءات على أنها أعمال عدائية تمس بسيادة الدولة العراقية ومن غير المقبول أن تُرتَكب وفق أي ظرف كان أو تحت أي مسمى أو مبرر".
كما أكدت بغداد أنها "تتعامل عبر قواتها الأمنية بكل صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية أو الأماكن التي يتواجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة".