وأوضح دلّول أنه "لا توجد لجنة فعلية لإصدار تقرير يشرح حالة المحطة التقنية، إلى جانب عدم وجود برنامج رقابي لدى الأمم المتحدة على مدى السنوات الماضية سيؤدي لحدوث خروقات عدة خلال القيام ببعض التجارب النووية كتخزين مواد مشعّة، وتصنيع مواد نووية متفجرة متوسطة / صغيرة الحجم)".
وفي حديث لإذاعة "سبوتنيك"، قال الخبير دلّول: "لا يمكن رصد نشاط المنشأة النووية إلا بعد تشكيل لجنة مؤلفة من أعضاء دول تتمتع بقدرات نووية، بغية تحضير تقارير موثوقة وشفافة".
وأضاف أن "تخزين القنابل النووية تحت المنشأة أو فوقها قد يؤدي إلى انفجار هائل حال تعرضت لأي خطأ تقني أو كارثة طبيعية (زلزال أو عاصفة قوية)"، مشيرا إلى أن "الخطر الأكبر يكمن في عدم رسم خارطة نووية عسكرية، لدراسة مدى الانتشار الاشعاعي الناتج عن أي انفجار، ما قد يؤدي إلى أزمة مناخية كبرى".
وقال: "ما دامت المحطة تعمل بشكل عشوائي وينفرد الأمريكيون والإسرائيليون بكتابة تقاريرها، ستظل المخاطر تلوح في الأفق".
وأعرب الخبير دلّول عن خشيته من حدوث مثل هذا السيناريو (استهداف محطة زابوروجيه النووية)، طالبا من "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توجيه رسالة إلى الأوكرانيين وتحذيرهم من خطورة الحدث، ودعوته لضرورة تشكيل لجنة، تكون موسكو هي العضو الأساس فيها لحل تلك الأزمة".
وشرح أنه لا يمكن تحديد مبدأ "أعلى مستوى من الحماية" في ما يتعلق بالمنشآت النووية، إذ لا يمكن توقع حجم الأضرار التي قد يخلفها أي استهداف لها، لأن الأمر لا يقتصر على المواد المشعة وانتشارها، بل على نوع الأسلحة التي ستستخدم لضربها.
وذكّر الخبير دلّول باستخدام نظام كييف الأسلوب الانتحاري ذاته في الحروب القديمة، أي تلغيم القادة الأوكرانيين لقلاعهم بغية تفجيرها بمن فيها، حال اقتحمها الأعداء.
وتساءل عما إذا كان "لداعمي كييف يد في استخدام المنشأة كقنبلة أخيرة بدون علم زيلينسكي نفسه بهدف تصفيته بعد انتهاء الحرب، أو خلق حجج لقدوم القوات الأمريكية إلى المنطقة المتفجرة والبقاء فيها لعشرات السنين بحجة دراسة آثار ذلك الانفجار".
ولفت إلى "افتقار داعمي كييف إلى المبادئ الأخلاقية، فلطالما يهدفون إلى تخريب المناطق التي يدخلونها".
وأوضح دلّول أن "من يصنع القنبلة النووية هو إنسان فنان، لأن تركيباتها ليست سهلة التصنيع ولا يمكن استخدامها بدون دراسات معمقة"، مشيرا إلى أن "مفجرها يهدف إما لخلق دمار إشعاعي شامل لضرب التربة، أو توريث أمراض مستعصية وضرب جينات الكائنات الحية على مدى 50 جيلا إلى الأمام".
وأضاف أن "هناك جهات، كالولايات المتحدة الأمريكية، تنشر قنابل وغواصات نووية في قواعدها العسكرية (خليج تايوان على سبيل المثال)، وحال خرقتها دول مثل إسرائيل، فقد تورط الأمريكيين في كارثة كبرى، إذ يسهل على حلفاء واشنطن اختراق الأنظمة الأمريكية".
وفي وقت سابق، صرح مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، بأن التشكيلات الأوكرانية ترسل بانتظام مسيرات نحو محطة زابوروجيه للطاقة النووية وتهدد إنيرغودار، وأن المخاطر لا تزال قائمة على محطة الطاقة النووية.
وقال أوليانوف لوكالة "سبوتنيك" إن الأوكرانيين يوجهون قرابة الـ 20 مسيرة يوميا، بما في ذلك مسيرات "كاميكازي"، نحو المحطة، مؤكدا أن القوات المسلحة الروسية (الحرس الوطني) تستخدم وسائل إلكترونية مختلفة، بما في ذلك إسقاط أو إبعاد هذه المسيرات.