وأضاف يعاري، في تحليل على موقع القناة "12" الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، معلقا على اقتراح رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك بتشكيل قوة عربية مشتركة من الدول التي لديها اتفاقيات سلام أو تطبيع مع إسرائيل وكذلك السعودية لتولي زمام الأمور في غزة بعد الحرب: "أكن احتراماً كبيراً لدقة التحليل الذي قدمه إيهود باراك، ولكنني أجد صعوبة في رؤية قوة عربية تعمل كقوة شرطة لفترة انتقالية أو سلطة فلسطينية قابلة للتحديث والتطور في فترة تتراوح من سنة إلى سنتين".
وتابع: " كما أنني لا أعتقد أن أي زعيم فلسطيني – أبو مازن أو سلام فياض أو محمد دحلان أو ناصر القدوة – لن يصر على دمج الذراع السياسي لحماس في الخطط. هذا ما يعلنونه ويجب الإنصات إليه".
ومضى يعاري: "لذلك، بدلاً من السعي إلى وضع جديد يسود دفعة واحدة على مساحة القطاع بأكمله البالغة 350 كيلومتراً مربعاً، من المفيد أن ندرس بجدية نهجاً رصيناً للتدرج".
واقترح بدلا من ذلك أن "يتم بعد نحو شهر آخر من عمليات تطهير إضافية من الشمال حتى وادي غزة، أولا إعادة التأهيل وعودة السكان إلى غزة في الشمال، فيما يعزل الجيش الإسرائيلي هذه المنطقة عن جنوب قطاع غزة ويواصل القتال في خان يونس ومخيمات الوسط ولاحقاً في رفح".
وقال يعاري: "في تقديري كتيبة رفح (في حماس) لن تبذل جهداً لخوض معركة بطولية جماعية بعد تدمير أخواتها الأربعة. وسيكون الجيش الإسرائيلي أيضًا قادرًا على مراقبة الممرات لعودة المدنيين ودخول الإمدادات".
وأضاف: "بالنسبة لمثل هذا النمط من العمل، المصحوب بالتزام بالانسحاب الكامل في المستقبل والوعد بالمساعدة من جانبنا، سيكون من الأسهل تجنيد حكومة جديدة من رجال العمل الذين سيتم تشكيلهم في السلطة الفلسطينية. وهذا، كما يطالب الأمريكيون والسعوديون والإماراتيون بقوة".
ومضى شارحا: "ستتلقى مثل هذه الحكومة حزمة مساعدات كبيرة من دول الخليج والدول الغربية. ويوجد هناك الآلاف من المسؤولين العاطلين عن العمل، وسوف ترغب العشائر الكبيرة، سواء في المناطق الحضرية أو في مخيمات اللاجئين، بالاستفادة من الأموال التي ستصل. وهكذا، ففي المنطقة التي سيحاصرها ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بشكل مستمر، يجب محاولة البدء في رفع أحشاء الأنقاض - فغزة مختلفة. أما في بقية قطاع غزة، فمن المؤكد أنهم سيتابعون بتوتر وربما بحسد بعد التقدم".
وأردف بالقول: "التعامل مع محاولة حماس للعودة إلى العمل المسلح سيكون أكثر ملاءمة في هذه المنطقة (شمال القطاع)، وستكون هناك حاجة إلى قوة أصغر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية. ومن المهم جداً أن يتم النظر إليهم كمنقذين لغزة بدعم عربي وليس كمساعدين لإسرائيل. واليوم يصعب على حماس استعادة موقعها في الشمال، أما في جنوب قطاع غزة فلا تزال أطر الكتائب تعمل هناك".
وقال: "لنتذكر أن حركة "الإخوان المسلمين" متجذرة منذ ما يقرب من مئة عام في قطاع غزة. وقبل أن تتحول إلى حركة حماس (..) إن اجتثاث التضامن مع حماس أمر معقد وطويل. لكن يجدر الانتباه إلى المناقشات التي بدأت قبل فترة طويلة من الحرب داخل حماس: السنوار ورؤساء الجناح العسكري لديهم عدد لا بأس به من المعارضين الذين تم طردهم أو إسكاتهم. لم يرحلوا وقد يصدرون صوتًا على الطريق. ولن نذكر أسماءهم هنا حتى لا يحدث لهم مكروه".