"دونها لا يحلو السمر".. حكاية القهوة وعشقها في ليبيا.. فيديو وصور

للقهوة في ليبيا طقوس خاصة، فلقد ارتبط الشارع الليبي والشباب في ليبيا بها على اختلاف أنواعها، خاصة قهوة الصباح التي تنوعت بمسمياتها وأشكالها، كما تنوعت أماكن بيعها بين الشارع والأكشاك والمحال والمقاهي.
Sputnik
كما أن المقاهي السريعة انتشرت في أبرز شوارع المدن وأزقتها من غربي ليبيا إلى شرقها، وذلك ليتمكن كل عشاق القهوة من احتسائها، إذ أصبحت ملازمة لكل الشباب، فلا يكون الصباح صباحا في ليبيا ما لم تكن القهوة حاضرة.
تنتشر رائحة القهوة الزكية لتملأ كل الأزقة، كما لا تغيب أصوات آلات صنع القهوة التي تصاحبها الرائحة المميزة للبن المتعدد الأصناف.
وفي أزقة طرابلس الجميلة قابلنا الشاب معمر الهمالي، الذي يأتي كل صباح لشراء قهوته من المقهى القريب، والذي قال إنه من عشاق القهوة وخاصة "المكياطة المعدلة".
"المعدلة" هي قهوة يمتزج فيها خليط من القهوة والكريمة والحليب بشكل معتدل لتسمى "المعدلة" نسبة إلى هذا المصطلح، يذهب الهمالي كل صباح لشرائها من "الباريستا" الذي يتردد عليه، وبنظرة واحدة يصنع للزبائن القهوة الخاصة بهم، دون تنبيه بنوع الطلب، لأنهم زبائن المكان وطلبات كل منهم معروفة.
تعديل المزاج
وتابع الهمالي متحدثا لـ"سبوتنيك"، أن القهوة تساعد على تعديل المزاج وتساعده على أداء أعماله بكل تركيز ونشاط، وأضاف بأن "كل الليبيين "يتكيفون" ويحبون القهوة بشكل كبير رجالا ونساء، ومن الضروري أن نحتسي قهوة الصباح، أعشق القهوة المعدلة"، حسب وصفه لهذا المصطلح.
واعتبر أن الصباح الحقيقي يبدأ حيث يذهب للمقهى لطلب قهوته المفضلة، لأن القهوة أصبحت ملازمة له كما أنها ملازمة لكل الشباب في ليبيا.
ويضيف: "كانت مقاهي طرابلس كثيرة جدا ومعروفة، منها المقهى التجاري الكبير في أواخر الخمسينات في وسط المدينة، كان مكانا لتجمع الكتاب والمثقفين من شباب المدينة، ومقهى كريستينا، ومقهى جلي بار وغيرها من المقاهي".
1 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

2 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

3 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

4 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

5 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

6 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

7 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لهاا

8 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

9 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

10 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لها

11 / 11

"باريستا" بنغازي يكشف لـ"سبوتنيك" أسرار صناعة القهوة وعشق الليبيين لهاا

القهوة تقدم بأجود أنواع البن ليتفنن "الباريستا" في صناعتها بالطرق المتعددة، قهوة الصباح وقهوة المساء لكل قهوة والنكهة الخاصة بها، القهوة في ليبيا تنقلك إلى عالم آخر.
في ليبيا يعرف صانع القهوة بـ"الباريستا" نسبة إلى الأصل الإيطالي لهذه الكلمة التي رسخت في أذهان الليبيين بعد تأثير الاحتلال الإيطالي الذي استمر لثلاثة عقود. صانع القهوة شخص لديه محبيه لأنه على دراية تامة بصنع القهوة حسب زبائنه الذي يرتادون عليه طيلة أيام الأسبوع حتى أصبح يفرق بين أذواق الزبائن والمترددين.
"الباريستا"
ولدى التعمق في البحث ومعرفة تفاصيل أكثر عن القهوة وأنواعها وصانعي القهوة "الباريستا"، التقت "سبوتنيك" أحد الشبان من صناع القهوة والذي عرف بفن الرسم على وجه القهوة.
"الباريستا" عبد الله المروكي (26 عاما)، أحد أبرز صناع القهوة في مدينة بنغازي، يمتلك عبد الله خبرة كبيرة في صنع القهوة بأنواعها وأشكالها، ويتميز بفن الرسم على القهوة، حدثنا عن عشقه لهذه الصنعة، وكيف قضى جل سنوات حياته في المقاهي، حتى أصبح صانع قهوة معروف في مدينته التي ترعرع في أزقتها وشوارعها ليصبح من أهم صناع القهوة بها.
لأول مرة في ليبيا... مهرجان في طرابلس بمناسبة يوم القهوة العالمي... صور
فن القهوة وصنعتها
يقول المروكي، لدى سؤاله عن كيف يمكن أن تكون "باريستا" معروفا: "إن أول نقطة في عمل صانع القهوة هي النظافة، أي يجب أن يحرص الباريستا الناجح على النظافة، ثم يتفنن في تعديل المعدات الخاصة به من مطحنة البن وتعبئة الذراع، ثم طريقة تحضير الكريمة وصولا لأسلوب تقديم المنتج".
ويؤكد أن "صانع القهوة يعتمد على جودة المنتج في حد ذاته، أو تغيير الشيء من عادي إلى شيء جميل"، معتبرا كل هذه النقاط تعتمد على أسلوب صانع القهوة نفسه.
وأضاف: "عندما يحب الشخص عمله سوف يبدع فيه بدون أي شيء، التركيز أهم شي، ويجب أن يضع صانع القهوة أمامه أهدافا وأن يحسن من مهاراته لأن التميز والإبداع هو أسلوب وفن".
يتابع المروكي أنه "عندما يكون لديك كوبان من الكابتشينو بنفس المكونات ونفس الكمية من الحليب والقهوة والكريمة، هنا يكمن أسلوبك في التميز والإبداع، أي سوف يخرج لنا كوبان مختلفان من الكابتشينو، يعتمد على لمسات صانع القهوة في الفن وطريقة التقديم".
مجتمع
أطباء يحددون أفضل أنواع قهوة الصباح
حرفة يد أم ميراث جد؟
يقول صانع القهوة إنه تعلم صناعة الباريستا عن حب منذ الصغر فهو عاشق للقهوة، كما وصف نفسه، وأنه أعتاد على صنع القهوة بنفسه، وكان يعمل في صالة ألعاب، كانت جزءا من مقهى، أصر على تعلم صناعة القهوة، لأنه أحبها، معتبرا أن فرص العمل بالنسبة لصناع القهوة المحترفين كبيرة وعندما دخل هذا المجال كان على يقين بضرورة التطوير و"بالفعل عملت على تطوير نفسي وعدم الوقوف على مستوى معين، أنا الآن وصلت لمستوى مرضي جدا"، بحسب قوله.
حب الليبيين للقهوة
ارتبطت القهوة مع لمه الأحباب في المساء وفي الدراسة وفي الضيافة ودائما ما يحرص الليبيون على وجودها، حيث ارتبطت كل اللقاءات الجميلة بها، وكل شخص لديه قهوة خاصة به، هناك من يعشقها خفيفة ومنهم من يريدها بالسكر ومنهم من يريدها "سادة"(دون سكر)، وهناك من يرغب في تناولها بالحليب ومنهم لا.
المحافظة على الزبائن
يضيف المروكي بأنه "ليس شرطا أن تحافظ على زبون في مكان واحد، لأن الزبون يحتاج لمعاملة جيدة، حتى يستمر في التردد، لأن القبول أهم نقطة".
ويؤكد أن من أهم أساليب العمل في صناعة القهوة هو فهم ما يريده الزبون، لأن هذا الأسلوب والتفرد هو فن من نوع خاص، معبرا عن سعادته الكبيرة في تقديم القهوة للزبائن بشكل مميز.
"بيوت الحفر" في غريان الليبية تحفة معمارية تحولت لمزارات سياحية.. صور وفيديو
الرسم على القهوة
يقول المروكي إن "الباريستات يختلفون من حيث طريقة تحضير القهوة"، واصفا نفسه بأنه يتفنن في إضافة الرسومات على وجهة القهوة، ويقول: "تفردت في صنع الشعارات المتنوعة كشعارات العلوم والطب والقانون والأسنان وكتابة الحروف"، هنا تميز المروكي بشكل مختلف، كما أن الأفكار هامة جدا في هذا المجال، كما قال، وأصبح صانع محتوى في هذا المجال ولديه متابعيه.
شغف المهنة
يقول المروكي إن الهدف والطموح موجود، وإنه يسعى للوصول للعالمية، مؤكدا أن الإصرار موجود والاستمرار موجود متمنيا من الله أن يمنحه الصحة حتى يصل لهدفه المنشود.
مصطلحات القهوة
يضيف المروكي أن "للقهوة مصطلحات كثيرة فمنها القهوة بالكسرة حليب، والقهوة الطويلة والقهوة القصيرة"، دائما ما يتعرض لسؤال محبي القهوة عن مستوى الحليب، لديه مجموعة من الزبائن يعشقون القهوة الوسط، ومن يريدها بأسلوب مختلف، قائلا: "من الجميل أن تعيش في مخيلة الزبون لكي تفهم ما يريده".
وشدد على أن أي شخص لديه صنعة وحرفة بيده يجب أن يعمل على تعليم غيره ولا يكون بخيلا في ذلك، وأنه من الضروري أن يكون العمل بضمير، وأن يكون سقف الطموح عالي وكبير، على أن يكون طموح كل سنة أفضل من السنة التي سبقتها، لافا بأنه يجب الابتعاد عن الإحباط، بحسب قوله.
مناقشة